أمضى الطفل جورج يونغ كل عمره البالغ 18 شهراً في حضانة تبلغ مساحتها ثمانية اقدام مربعة في قسم علاج العقم والمساعدة على الانجاب بأحد المستشفيات البريطانية حيث كان جهاز المناعة لديه ضعيفاً لدرجة ان ادنى عدوى او اصابة جرثومية يمكن ان تودي بحياته - ذلك انه ولد بحالة نادرة تسمى متلازمة اي بي اي اكس (IPEX Syndrome). ولما كان الخيار الاوحد لحل مشكلة الطفل جورج يتمثل في زراعة نخاع العظم، فإنه لم يكن هنالك أي شخص يصلح للتبرع له سواء في مسقط رأسه بمدينة نيوكاسل او في أي مكان آخر في بريطانيا - بيد ان الاطباء عثروا اثناء مسحهم لقواعد تخزين المعلومات الطبية العالمية على طفلة صغيرة حديثة الولادة في مدينة نيويورك، حيث تم الاحتفاظ بدم مشيمتها وحبلها السري بعد ميلادها في عام 2002م، وهي متطابقة تماماً مع الطفل جورج، وعلى الفور، تم ارسال هذه الاعضاء عبر المحيط واجريت عملية الزراعة وكانت ناجحة. وتقول ايما والدة جورج البالغة من العمر 26 عاماً: ان وجوده في المنزل كان الاكثر اثارة للدهشة، فهو لا يزال هشاً وضعيفاً جداً (...) وكنت في غاية الخوف عندما اقوم بتقبيله بعد كل هذا الوقت والطريقة الوحيدة التي كنا نحمله بها هي ان نبقى وكأننا نرتدي ملابس الجراحين واقنعتهم، حيث كنت اتحرى قمة الرفق عندما أحمله. فقد كان ضعيفاً للغاية ويعاني من الالم الشديد، حتى انني كنت أشيح بوجهي عنه عندما اتنفس وكنت في غاية الحرص على عدم ايذائه وتقول ايما ان طفلها يشعر بالاثارة عندما ينظر من النافذة ويرى الاطفال وهم يمشون فيشير الى الباب معرباً عن رغبته في الخروج والالتحاق بهم. وتردف ايما قائلةً عنه: لقد امضى كل حياته والناس ينظرون اليه عبر النافذة، ورغم ان الام قد لا تعرف اطلاقاً اسم المتبرعة، فهي تشعر بالامتنان وتقر بالعرفان لهذه المتبرعة مجهولة الاسم. أما اندرو غينيري، بمستشفى نيوكاسل العام، فهو يقول ان جورج ما كان له ان يبقى على قيد الحياة لولا عملية الزراعة التي اجريت له، ولكنه حالياً بصحة جيدة جداً. واضاف اندرو قائلاً: ان شخصيته بدأت تتبلور الآن فهو طفل حيوي كثير الحركة.