سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومات الخليج مسؤولة عن عودة "الثنائيات".. والسينما أصبحت شغل أطفال ومراهقين يرى أن أرضية الأعمال السعودية ما زالت «هشة»... عبدالرحمن العقل ل»ثقافة اليوم»:
أبدى الفنان الكويتي عبدالرحمن العقل تفاؤله بقيام حركة مسرحية كبيرة في السعودية بعد ما شاهده من تفاعل من الجمهور السعودي في عروض مسرحية «الحاسة السادسة» في الرياض. وتحدث ل»ثقافة اليوم» في حوار خاص، عن هموم الوسط الفني الخليجي واضعاً كثير من النقاط المتناثرة على حروفها الصحيحة. وقال: «ليس هناك تراجع في الدراما الخليجية كما يشاع، وتكرار المسلسلات مسؤولية المؤلف وحده»، مؤكداً بأنه «ليس عنصرياً ولكن الأعمال الكويتية تجاوزت الجميع»، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن «أرضية الأعمال السعودية ما زالت هشة». وحمّل الحكومات الخليجية مسؤولية عودة الثنائيات الجميلة بين الفنانين الكبار، واصفاً أجور فناني الخليج اليوم ب «نقطة في بحر». التفاصيل في الحوار الآتي: * أباخالد.. لنبدأ مع مسرحية "الحاسة السادسة" التي انتهت عروضها الأربعاء الماضي في مركز الملك فهد الثقافي..كيف وجدت العرض، وتفاعل الجمهور السعودي معه؟ - حقيقية وبلا مجاملة، فإن ما تقوم به أمانة الرياض من خلال وقوف مسؤوليها مع الفن وإقامة تظاهرات فنية من خلال المسرح الخليجي دون البحث عن الكسب المادي، هو عمل كبير، يسعى لنشر الثقافة الفنية وصنع قاعدة جماهيرية مسرحية، خصوصاً وأن الجمهور الذي شاهدناه في هذه العروض أظهر حباً خيالياً للمسرح، وقد حضروا لغرضين، الأول مشاهدة النجوم المشاركين في المسرحية، والثاني وهم الغالبية فكانوا أهل المسرح العاشقين له. وشخصياً متفائل في الأعوام القليلة المقبلة بحركة مسرحية كبيرة في السعودية، ومتأكد أن الأمانة لو وضعت تذاكر في العام المقبل ستأتي الناس وتشاهد. * لننتقل من المسرح إلى الدراما التلفزيونية الخليجية، والتي كثرت الأقاويل حول تراجعها وتكرارها لنفسها.. أنت كيف تراها؟ - يجب ألا يظلم المخرج أو الفنان في تشابه وتكرار الأعمال، لأن المسؤول عن ذلك هو المؤلف، إذ يفترض أن يكون هذا المؤلف بمثابة القاعدة الأولى والأساسية في الدراما التلفزيونية وكذلك على مستوى المسرح من خلال الفكرة والحبكة الفنية والسيناريو الجميل وهذه الأمور لا تأتي من فراغ وكما ذكرت فالمؤلف يتحملها بالدرجة الأولى. * وماذا عن التراجع؟ - ليس هناك تراجع كما يشاع، على العكس فالأعمال الخليجية الآن أقوى من فترات سابقة، ففي زمن مضى كانت الأعمال محدودة ولا تصل إلى قوة الطرح والأفكار والجرأة الموجودة اليوم. * إذن هناك ندرة في الكتاب الجيدين؟ - الوطن العربي بأكمله يعاني من ندرة الكتاب الجيدين، فأولئك الكتاب السابقين أمثال طه حسين ونجيب محفوظ وعبدالرحمن الضويحي وسعد الفرج من الكويت وغيرهم في الخليج و تونس والمغرب لم يعد نفسهم الكتابي موجوداً، خصوصاً وأن الفن اختلف وتغير كثيراً، فلو تقارن مثلاً بين كوميديا زمان واليوم لوجدت أن السياسية والاقتصاد اختلطت بها، وحقيقية هذا ما يطلبه السوق في الوقت الراهن. * أنت من نجوم الدراما الكويتية، وشاركت في أعمال سعودية عدة، برأيك أيهما يتفوق على الآخر، الدراما الكويتية أم السعودية؟ - لست عنصرياً، ولكن هذه حقيقية والشمس لا تغطى بغربال، التراجيديا في الكويت وكذلك الكوميديا معروفة ولها قاعدة جماهيرية لا تقارن بأحد، ولا يمكن أيضاً أن أقارن الكوميديا في الكويت بمصر، ففي الخليج لها طعم خاص، فلو أتيت اليوم بعمل كوميدي سوري، يمكن أن يشاهده الجمهور الخليجي ولكن لا يضحك، وفي المقابل اعرض العمل الخليجي على السوريين ستجدهم يضحكون. * ولكن الدراما السورية استحوذت على اهتمام الجمهور الخليجي أخيراً؟ - صحيح، ولكن ذلك في نوعية محددة من الدراما وهي الدراما التراجيدية التاريخية التراثية، ولكن العمل الدرامي العادي أو الكوميدي لا يحظى بقبول الجمهور الخليجي، وإذا كان هناك 14 عملاً سورياً في العام الواحد سيبرز منها اثنان أو ثلاثة فقط. * والأعمال السعودية.. لم تعلق عليها في السؤال السابق؟ - هناك استعداد لدى الفنان السعودي، ولكن لا تزال الأرضية هشة، وبحاجة إلى المزيد من الوقت حتى تشتد وتقوى، وبدايتنا في الكويت كانت هكذا، حيث كانت الدراما الخليجية هي الدراما الكويتية فقط، فلا أحد يعرف عن الأعمال السعودية أو القطرية أو الإماراتية آنذاك. فلابد أن تمر بمراحل وعلى الأقل المرحلة التي أنتم فيها في السعودية أفضل من غيركم، ولم تكن بدايتكم من الصفر. * كيف ترى مستوى الفنان الخليجي اليوم؟ - لا أقول أنه وصل العالمية، لكنه وصل إلى انتشار ما بعده انتشار في الوطن العربي. * وهل الانتشار العربي كافٍ؟ - طبعاً، انظر اليوم عندما تكون هناك أزمة سياسية أو احتفال وفرح وذكرى جميلة، لا يطلب إلا الفنان لتحقيق الهدف المطلوب، ويكفي أن هذا الانتشار جعل من الفنان واجهة جميلة ذات قيمة. * هناك أحاديث عن مبالغة بعض نجوم الخليج في أجورهم المادية.. هل هناك مبالغة فعلاً أم أنه حق للفنان؟ - الأجور في الخليج ككل، ولا شيء وعبارة عن نقطة في بحر بالنسبة لدول أخرى، المنتج اليوم يأتي بالفنان كسلعة يسوق من خلاله العمل على المحطات، فيصبح يبيع ويشتري في هذا الفنان النجم، ومن الأصل تجده أخذ مبلغاً زيادة من المحطة قبل عملية التسويق هذه، واليوم تجد فنانين ليس لهم في الوسط الفني أكثر من خمسة أعوام ويحصلون على 14 و15 مليوناً مقابل فيلم سينمائي مدته ساعتان. * ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟ - هي مسألة أخذ وعطاء، ولو أردنا قياسها بالآخرين، فإن المحطات التلفزيونية ضعيفة في عطائها، ولا نستطيع أن نلوم المنتج ونحصر المسؤولية فيه وحده. * وماذا عن التقصير في تكريم الفنانين الكبار؟ أو بالأحرى تأجيله إلى ما بعد رحيلهم؟ - تحدثنا في هذا الموضوع كثيراً، إذ يفترض أن يتم تكريم الفنان في حياته وبين أهله وزملائه، ووزارات الإعلام ومسؤولي الفن في أي بلد، مطالبون بتكريم الفنانين المبدعين الذين نشروا فن بلدهم في الخارج. * تميز الوسط الفني الكويتي في فترة من الفترات، بالثنائيات الجميلة أمثال حسين عبدالرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله وداود حسين وانتصار الشراح وغيرهم.. لمَ اختفت هذه الثنائيات؟ - هؤلاء كبروا، ليس عمراً بل كبروا فناً، حيث أصبح كل واحد منهم نجماً في ذاته، ولكن هذا لا يمنع أن يمثلوا سوياً في عمل ما، ولكن هذه خسارة إنتاجية على المنتج. * ولكن الجمهور مشتاق لهذه الثنائيات؟ ألم تشتاقوا لها أنتم؟ - لتتحرك الحكومات الخليجية اللي عندهم خير ونعمة وتنتج أعمالاً ضخمة، ويتجمع هذه الأسماء، وذلك هو الصحيح، ونحن في الكويت مثلاً لدينا أعمال تراثية قيمة ولكن كمنتجين لا نستطيع تنفيذها، لأنها مكلفة ولا يستطيع القيام بها إلا الحكومات. اتجهت للإنتاج في الفترة الأخيرة، كما فعل غيرك من فناني الخليج.. هل هو بحث عن المادة؟ في الأعمال التي أنتجها لا أخذ دور بطولة مطلقة، ولا يوجد أحد لا يبحث عن المادة، وتوجهي في الفترة المقبلة، بطولة وإنتاج في وقت واحد. * هل لديك مشاريع سينمائية؟ - السينما في الخليج وليدة اللحظة، وليس لدي أي مشاريع أو مشاركات فيها. * لماذا؟ - لم يطلبني أحد، فهم يريدون جواً معيناً، السينما أصبحت شغل أطفال ومراهقين، وبينهم ممثل واحد قدير، وهذا ما يطلب في وقتنا الحاضر. * وهل هذا الجو كما تقول... صحيح؟ - ممكن يكون صحيحاً وممكن لا، ولكن لو نظروا إلى السينما الأوروبية لما وجدوا هذا الكلام.