لست شخصاً طبيعياً * أنا سيدة أبلغ من العمر 34 عاماً، حاصلة على شهادة عليا من الخارج، وجيدة - هذا ما أظنه، وما يقوله عني الآخرون - وليس لي أي مشاكل في العمل أو حياتي الاجتماعية، لست متزوجة وليس لدي مشاكل مالية أو اجتماعية ولكن أشعر بأني نفسياً لست شخصاً طبيعياً، هل هناك طريقة لمعرفة عما إذا كنت أعاني من أي اضطرابات نفسية ؟ علماً لم يقل لي أحداً بأني أعاني من أي مشاكل نفسية ولم يُلمّح لي أحداً بذلك، لكن أنا شخصياً أشعر بذلك الشعور، أرجو الإجابة على سؤالي هذا والذي آمل أن لا يكون سخيفاً!. أ. ض - سيدتي الفاضلة، لا أدري ما الذي يجعلك تشكين في أنك غير سليمة نفسياً؟ فحسب رسالتك أنك حصلتِ على مؤهلٍ عالٍ، وليس لديك مشاكل في العمل أو في المجتمع، ولم يقل لكِ أحداً بأنك تُعانين من مشاكل نفسية، فما الذي أتى بهذه الفكرة على تفكيرك؟. الحقيقة أنه لا يوجد شخص سليم نفسياً 100% ، هناك في كل شخص بعض السمات غير الطبيعية، لكنها لا تصل إلى مرض أو اضطراب. كثيراً ما يشعر بعض الأشخاص بأنهم يُعانون من أمراضٍ نفسية، كما هو الحال في من يظن أنه يُعاني من مرضٍ عضوي بينما كل الفحوصات تؤكد سلامته عضوياً إلا أنه يظن بأن لديه مرض لم يستطع أحداً اكتشافه، وتجد مثل هذا الشخص يزور جميع التخصصات الطبية، أطباء قلب، جهاز هضمي، غدد صماء .. الخ هذه التخصصات الطبية ويُعرّض نفسه لفحوصاتٍ ليس بحاجةٍ اطلاقاً لأن يُعرّض نفسه لها. كذلك الأمر في الأمراض النفسية، فبعض الأشخاص عندما يقرأ أو يسمع عن الأمراض النفسية يظن أنه يُعاني من أحد هذه الأمراض أو الإضطرابات النفسية بينما هو شخص طبيعي والمشكلة تكمن داخله هو - كما هو الحال معك - وليس هناك أي مرض نفسي يُعاني منه يحتاج إلى تدّخل طبيب أو أي مُتخصص في العلاج النفسي. لا أنصحكِ بالذهاب إلى أي طبيب نفسي في هذه المرحلة لأن الذهاب في هذه المرحلة قد يكون خطراً عليك، فربما ذهبتِ إلى طبيب، وفي عجالة بسبب الإزدحام قد يُشخصّك بأحد الأمراض النفسية وربما وصف لكِ علاجاً نفسياً أنت في غنى عنه ولست بحاجةٍ إطلاقاً لأي علاج دوائي أو غير دوائي من الناحية النفسية. ركّزي على حياتك العملية والاجتماعية وتجاهلي هذا الإحساس غير الطبيعي والله يوفقك في حياتك العملية والاجتماعية. الأرق * أريد أن أعرض مشكلتي عليك، برغم علمي أن كثيرين يُعانون من هذه المشكلة. مشكلتي يادكتور هو الأرق.. الأرق الذي غير حياتي وجعلها كرباً بالنسبة لي، فأنا لا أستطيع أن أنام خلال الليل. اتبعتُ جميع النصائح التي نصحني أياها الأطباء ولكن ليس هناك أي تقدم يُذكر في هذا الأمر. آوي إلى الفراش في الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة مساءً وأحاول أن انام، ولكني أظل أتقلّب في الفراش وأفكر بأمور كثيرة، والمشكلة أن النوم لا يُداعب عيني إلا عند أذان الفجر، فاجد نفسي غارقاً في النوم، لم أصل الفجر ولم أذهب إلى عملي وأشعر بكآبة شديدة لهذا السلوك. حاولت أن أفعل أي شيء لتغيير هذا الأمر ولكن فشلت كل الطرق. اضطراب النوم عندي خلق لي مشاكل صعبة في العمل بسبب التأخر المتكرر وعدم إنهاء الاعمال الموكلة إليه. حاولت تناول الأدوية المنومة والمهدئة ولكن هذا لم ينجح معي وأستغرب الطبيب هذا الأمر. زدت الجرعة للحبوب المنومة ولكن أيضاً لا نتيجة .قررت أبحث عن عمل في المساء، حتى أستطيع أن أقوم بعملي بشكلٍ جيد، لكن هناك صعوبة في الحصول على مثل هذه الأعمال بمميزات العمل الصباحي. أرجوك أنصحني، ماذا أفعل؟ حياتي العملية في خطر وأنا أعُاني من كآبة شديدة جراّء هذا الاضطراب في النوم. س.م - كما ذكرت أنت فإن مشكلة الأرق، هي مشكلة كبيرة، ويُعاني منها كثير من الناس بنسبٍ مُتفاوتة. البعض يسهل حل مشكلته إما بتناول بعض الأدوية المنوّمة أو بتغيير طريقة حياتهم، مثلاً بعدم النوم في النهار كي يتسطيعوا أن يناموا في الليل. أنت حسب رسالتك ذهبت إلى أطباء مُتخصصون في اضطرابات النوم ووصفوا لك بعض الأدوية ولكن لم تستفد. مما أرآه هو أن تعرض نفسك مرةً أخرى على طبيب متخصص في اضطرابات النوم وتشرح له كل ما عانيته من هذا الاضطراب وتذكر له الأدوية التي أستخدمتها وكيف أنها لم تساعدك. ليس هناك مانعاً من أن يبدأ الطبيب معك الفحوصات من البداية، فقد يكون هناك فحوصاً لم تُجر لك، وربما يكون سبب أرقك هذا نتيجةً لمرضٍ عضوي أو لمرضٍ نفسي، وفي هذه الحالة فإن علاج السبب يقود إلى علاج العرض، الذي هو في حالتك الأرق الشديد. إذا لم يكن هناك أي مُسبّب عضوي أو نفسي، فعندئذ يتم علاج الارق عندك كحالة مستقلة. ربما تحتاج إلى أكثر من دواء كي تنام، وكذلك ربما يجب عليك تغيير طريقة حياتك مثل عدم النوم نهاراً إطلاقاً وكذلك الابتعاد عن المواد المنبهة مثل القهوة والشاي والتدخين وأي عقاقير تحوي مواد مُنبهة. هذا كل ما أستطيع أن أقوله لك وأتمنى أن تتكلل محاولتك هذه بالنجاح. شفاك الله وعافاك.