حولت الأمطار التي هطلت خلال الأشهر الماضية على خبوت تهامة (امتداد الطريق الساحلي) بدءاً من مدينة الحريضة البحرية في عسير وصولا إلى محافظة الليث في منطقة مكةالمكرمة إلى واحة غناء ومسطحات خضراء تزهو بهاء وجمالا يسر أعين الناظرين.. تفوح من فوق كثبانها الرملية الورود والأزهار وتغرد فوق أغصانها طيور الحسيني والأشول والبريقش والحرموش.. وترعى سهولها الخضراء قطعان الماشية من الإبل والأغنام والأبقار والماعز. وأمام هذه الطبيعة الساحرة توجهت العديد من الأسر خلال إجازة الربيع للاستمتاع بجمال ربيعها الفاتن، والانفكاك من اعتقال المدن وصخب حياة العصر على طرقها الإسفلتية، حيث تنعم هذه الأسر بالهدوء والتأمل الذي يفتح ذراعيه ليأخذهم إلى عالم رحب من الفضاء البكر.. عدسة «الرياض» رصدت عدداً من الروضات الخضراء في خبت الدوايا الواقع بين المظليف ودوقة وخبت حفار شرق مركز حفار الذي يحده البحر الأحمر غربا وجبال تهامة شرقا وصولا إلى خبوت ريعان والشعيرة شمال القنفذة التي لبست حلة قشيبة من الجمال الفاتن الذي يسر النفس ويريح النظر.. مما دعا العديد من هواة السهول الصحراوية في منطقتي عسيرومكةالمكرمة للانطلاق منذ وقت مبكر مع نسيم صباحات الربيع لامتطاء كثبانها الرملية بسيارات الدفع الرباعي والمبيت فيها ليلا لاحتساء القهوة العربية وتناول شاي جمر السمر والغضا وتجاذب أطراف الحديث تارة ومناجاة النجوم تارة أخرى..