تؤكد فنانة بريطانية على صدق مقولة إن الصورة حقاً تعادل ألف كلمة. فقد أبدعت كيرا راثبون في رسم لوحاتها الفنية باستخدام آلة ناسخة متواضعة،وقد تمضي حوالي تسعين دقيقة وهي تحاول تنقيح أعمالها مستخدمة تشكيلة متنوعة من الحروف وعلامات التنقيط والفواصل وغيرها لتوضيح المعنى آلاف المرات. وتفضل كيرا ( 25 عاماً ) استخدام الفواصل العليا والفواصل الأفقية عند رسم المناظر والصور بالنسخ على الآلة الكاتبة. وفي حين أن جهود معظم الناس لا تفضي سوى إلى إنتاج وجه تعلوه البسمة في نهاية رسالة بالبريد الالكتروني فإن كيرا تمكنت من نسخ صور تفصيلية لشخصيات شهيرة. وتستخدم كيرا سبابة يدها اليسرى للضرب على الأحرف بينما تستخدم يدها اليمنى لتحريك الورقة إلى أعلى وإلى أسفل. بيد أنه وبدلاً عن نسخ الخطوط العريضة الكاملة للعمل الفني من اليمين إلى اليسار ومن أعلى إلى أسفل على غرار ما هو متبع لطباعة خطاب فإن كيرا تركز على تفاصيل الصورة قبل المضي قدماً في الرسم بالنسخ. فهي تركز بصفة خاصة على النسخ في نفس المنطقة مرات ومرات لتكوين الظلال الداكنة بينما تستخدم القليل من الأحرف لتكوين الظلال الخفيفة. أما أعمالها الفنية التي استغرقت فيها الكثير من الوقت الذي بذلت خلاله المزيد من الجهد، فهي تشمل على سبيل المثال صورة تفصيلية لجسر بورنماوث في دروست .وقد بيع أصل هذه الصورة إلى أحد المعجبين بمبلغ من المال. وتقول كيرا، وهي من بول في دورست وتخرجت في الجامعة بعد أن درست الفنون الجميلة؛ : "لم تكن لديَّ النية في الرسم بالآلة الناسخة عندما اشتريتها ولكنني قررت بعد عدة أشهر محاولة الرسم وطورت أسلوبي الخاص حيث عمدت أساساً إلى استخدام الكثير من الشرطات والفواصل والنقطتين اللتين توضعان فوق بعضهما بعضاً والقوسين ونحو ذلك من علامات الترقيم. فقد أنجزت العديد من المناظر الطبيعية وصور الغطاء النباتي وغيرها. وكانت بعض الصور التي رسمتها لشخصيات شهيرة بيد أن ذلك كان يتطلب وجود ما يستهويني في الشخصية لكي أقوم برسمها." واكتشفت كيرا موهبتها في الرسم بالآلة الكاتبة بعد أن عثرت على آلة معروضة للبيع في أحد المحلات التجارية التي خصصت ريعها للأغراض الخيرية. وتصف كيرا طريقتها في الرسم قائلة: "إذا كنت أحاول رسم منزل فإنني أعمد إلى استخدام الكثير من الشرطات الأفقية والفواصل العليا وعلامات زائد وناقص وذلك لرسم هيكل المبنى. وبالنسبة للصور فإنني أستخدم الكثير من الأقواس والتظليل من خلال معاودة الطبع تارة تلو أخرى على نفس الموقع في نفس القطعة مرات ومرات." وتضيف:"إذا كنت أرسم لأكثر من ساعة فإنني أخلد للراحة. ليس النقر بالأنامل هو الذي يوجع بل الذراع الذي يحرك الورقة إلى أعلى وأسفل."