بالرغم من اعتبار كرنفال الريو اضخم واشهر مهرجان في العالم، فان حوادث العنف الاخيرة التي جرت على هامش هذا الكرنفال سرقت بعض اضوائه، ولفتت الانظار الى الوضع الامني المتدهور في مدينة ريو دي جانيرو. ففي خلال الايام القليلة الماضية تعرض نحو 100 سائح للهجوم من قبل عصابات مسلحة ما طرح جديا السؤال حول ما اذا كانت هذه المدينة آمنة بما فيه الكفاية لاستقبال الالعاب الاولمبية عام 2016. فقد هاجم رجال مسلحون بالسكاكين والمسدسات والقنابل اليدوية 34 شخصا من الاميركيين والبريطانيين والارجنتينيين في فندق وسط المدينة، واستولوا على كل ما كان معهم مما خف حمله وغلا ثمنه مثل المال والكاميرات ومشغلات الموسيقى. وفي هجوم آخر مماثل تم عند الفجر تعرض 13 سائحا للسطو بينهم 11 اسرائيليا. وافادت ارقام الشرطة السياحية ان 94 سائحا على الاقل تعرضوا للاعتداء، اي بزيادة من 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم. وسارعت السلطات المحرجة الى تعزيز الاجراءات الامنية، فنشرت 9800 شرطي طوال فترة الكرنفال الذي ينتهي غدا الثلاثاء. وأقر رئيس الشرطة السياحية في ريو دي جانيرو فيرناندو فيلوسو ان «صورة المدينة ساءت» بالرغم من التحرك السريع لعناصر الشرطة. غير انه اضاف في تصريح لوكالة فرانس برس «اذا اخذنا عدد السياح في الريو في هذه الفترة، يبدو عدد الضحايا ضئيلا». وأفادت وكالة ريوتور السياحية ان ثلث زوار المدينة في فترة الكرنفال الذين بلغ عددهم 709 آلاف هم من الاجانب. واغلب ضحايا التعديات هم من سكان ريو. فمن اصل 1303 عمليات سرقة سجلت في كرنفال 2008، استهدفت 117 فحسب منها رعايا اجانب. كما وقعت 80 عملية قتل. وأكد فيلوسو «كل المدن الكبرى لديها مشاكلها». واضاف «زرت روما وتعرضت للسرقة، انا، رئيس شرطة! تعرضت للسرقة في روما، لا اخجل من قولها». وأقر رئيس بلدية الريو الجديد ادواردو باييس ان الاعتداءات على الاجانب «تسيء كثيرا الى صورة المدينة». واضاف للصحافيين ان «ريو هي افضل مدن العالم من اجل التسلية اثناء الكرنفال». وتحاول السلطات الايحاء بأن هذه الاعتداءات لن تؤثر على ترشح المدينة لاستقبال الالعاب الاولمبية في صيف 2016، امام منافساتها مدريد، شيكاغو، وطوكيو. في حال تم اختيار ريو دي جانيرو، تعهدت الحكومة تخصيص 14.4 مليار دولار اي مجموع ما ستنفقه منافساتها معا، لتحسين وضع المدينة وتعزيز الامن فيها. وقال فيلوسو «اعتقد ان ريو ستكون مستعدة بالكامل». ووافقته الراي آغ هومو السائحة النروجية في ال 19 من العمر. وقالت لوكالة فرانس برس «احببنا المدينة واهلها. ينبغي فحسب اتخاذ بعض الاحتياطات عند الخروج»، بعد ان ابلغت الشرطة بسرقة الة تصويرها على الشاطئ. وتبقى جاذبية الكرنفال الاقوى. واكد المخرج الفرنسي الشاب جان روبير شارييه انه مدرك للمخاطر لكنه سيعود لان الكرنفال «فعلا اضخم احتفال في العالم».