قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس انه يمكن للولايات المتحدة والصين المساعدة في تعافي العالم من الأزمة الاقتصادية من خلال العمل معا مضيفة ان واشنطن تقدر ثقة بكين في ديون الحكومة الامريكية. وقالت كلينتون التي كانت تتحدث خلال زيارة للصين انها تأمل ان تثمر قمة العشرين التي ستعقد في لندن في ابريل المقبل عن اتفاق بشأن تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود. والصين التي لديها احتياطيات من النقد الاجنبي تبلغ تريليوني دولار هي أكبر دائن للحكومة الامريكية في العالم. وقال كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الصيني يانج جي تشي "انني أقدر كثيرا ثقة الحكومة الصينية المستمرة في الخزانة الامريكية. وأعتقد ان هذه الثقة في محلها". وأضافت "لدينا كل الاسباب التي تدعونا للاعتقاد ان الولاياتالمتحدة والصين ستتعافيان واننا معا سنساعد في قيادة انتعاش العالم". وهذه رابع زيارة تقوم بها كلينتون للصين وهي المحطة الاخيرة في جولة اسيوية زارت خلالها ايضا كوريا الجنوبية واندونيسيا واليابان. كما انها اول جولة في الخارج لكلينتون كوزيرة للخارجية الامريكية. وقالت كلينتون في التصريحات التي أدلت بها في وقت سابق ان الولاياتالمتحدة والصين يجب عليهما العمل معا في معالجة الازمة المالية العالمية والتغير المناخي وكوريا الشمالية. وتتهم الولاياتالمتحدة الصين منذ فترة طويلة بانتهاك حقوق الإنسان وتضغط على بكين لمنح إقليم التبت قدرا أكبر من الحكم الذاتي . وانتقدت كلينتون علانية سجل حقوق الإنسان في الصين في كلمة القتها في بكين في عام 1995 . ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) في نشرتها على شبكة الانترنت عن يانج قوله ان الصين "مستعدة لاجراء حوار ايجابي بشأن قضايا حقوق الانسان مع الجانب الامريكي." من ناحية أخرى، اعربت منظمة العفو الدولية أمس الأول عن "صدمتها" و"خيبة املها البالغة" لتصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي قالت فيها ان قضية حقوق الانسان لا ينبغي "ان تحجب" مواضيع تعاون اخرى مع الصين. وقالت هيلاري كلينتون "ان الادارات (الامريكية) المتعاقبة والحكومات الصينية كانت متحفزة بشأن هذه القضية (حقوق الانسان) ويجب ان نواصل الضغط. غير ان ذلك لا يجب ان يحجب (المباحثات) بشأن الازمة الاقتصادية العالمية والتغير المناخي والامن". واكد مسؤول في منظمة العفو الدولية في الولاياتالمتحدة ان المنظمة "صدمت واصيب بخيبة امل بالغة" بسبب تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية. وقال تي كومار في بيان "ان الولاياتالمتحدة هي احدى الدول الوحيدة (في العالم) التي يمكنها مواجهة الصين بشكل جوهري في قضية حقوق الانسان". وقبل توجه هيلاري كلينتون الى آسيا وجهت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش رسالة اليها لحثها على اثارة قضية حقوق الانسان مع القادة الصينيين. واكد روبرت وود المتحدث باسم الخارجية حينها ان حقوق الانسان تمثل "اولوية بالغة الاهمية" بالنسبة للرئيس الامريكي باراك اوباما والوزيرة هيلاري كلينتون.