اهتمت وزارة الإعلام، في الماضي، بدعوة وفود صحفية من الغرب في الغالب لزياة الرياض والإطلاع على معالمها ومدارسها وقطاعاتها الصحية والخدمات الأخرى والمتاحف. غالبا تشمل برامجهم إقامة خيمة تراثية في الصحراء، أو تمكينهم من زيارة خيام ومرابع قائمة تمثل حياة الصحراء. ولا أُبالغ إذا قلت إنهم يستمتعون بالجزء الأخير من البرنامج (حياة الصحراء والوليمة المقامة) وأذكر أنني كنتُ جالسا إلى جانب سيدة أمريكية علمتُ منها أنها مديرة تحرير في صحيفة إقليمية أمريكية، وأن جوّ بلدتها يقترب من جو الخيمة التي كنا نتناول فيها الطعام الشرقي تلك الليلة. ألحّت علىي تلك (المديرة) أن أُفسّر لها الفرق بين لبس الشماغ ولبس الغترة البيضاء و ما هو الفارق الاجتماعي أو (الأكاديمي .. !) بين الاثنين . وهل يدل لبس أحدهما على عرف طبقي أو معتقد أو عبادة أو طاعة أو ميول سياسية. وطال حديثنا حول " الشماغ والغترة " .. !!، ولا شيء غيرهما. شرحتُ لها أن المسألة تتعلق بخيار شخصي كأي لباس. وننتهي من الحديث ثم نعود إليه ..!. وخلتها تعتقد أن سرّا لا أريد أن أُبيحه (مثل أسرار الماسونية..!) بدليل أنها ما تخرج من الحديث حتى تعود إليه. قلت لنفسي أي صحفية هذه التي تزدحم كل أسئلتها عن الشماغ والعقال والغترة والطاقية التى رأت بعض الأطفال يلبسونها. واشبعتُ فضولها كما تُحتم آداب الضيافة ما دمنا نحن الذين دعيناها. وتوصلتُ إلى نتيجة مجملها أنها أشبعت معرفة شخصية، وحتما قراءها –إن وجدوا– من النوع الذي لا تهمه إلاّ غرائب الأشياء. وكان من عادة وزارة الإعلام أن تجعل بعض الكتاب والصحفيين يحضرون مناسبة أو أُخرى من مناسبات استضافتهم. جئت بهذا بمناسبة تعيين الأديب الدكتور عبدالعزيز خوجة وأتمنى منه أن يكسب الإنصاف العالمي للمملكة قيادة وشعبا. وأنا أحد المتفائلين بأن طروحات كثيرة فى باله تجعل متغيرات العصر ونفسيات الناس وعقولهم فى الداخل والخارج أولويات تسبق الدعوات الجزافية للصحفيين أو إقامة العروض التراثية لأن العالم الرقمي (غير). وأدق تصوّر لما أقول هو ردود الأفعال الإعلامية الإيجابية في الشرق والغرب لأخبار التنظيمات الجديدة، وتعامل وسائل الإعلام الغربية معها دون دعوة لمحرريها لزيارة بلدنا.