كماهو معتاد في مثل هذه الأيام ، يأتي الاتجاه السياحي إلى الشواطىء الدافئة من بلادنا .. وكما اعتاد سكان المناطق المرتفعة على وجه الخصوص أن يتجهوا إلى المناطق المنخفضة والمجاورة لساحل البحر نجدهم بدأوا الآن ذلك الاتجاه وأخذت قوافلهم تأخذ طريقها إلى الدفء . ولعلنا نقول بصورة أوضح هنا أن ذلك الإتجاه هو الإتجاه السياحي الشتوي، فمثل ما أن هناك سياحة صيفية ، فهناك الآن سياحة شتوية أصبحت على الأبواب الآن . النمط السائد في هذه العملية أن الإتجاه يكون في مثل هذه الأيام باتجاه الشواطئ الدافئة على سواحل البحر وخصوصاً البحر الأحمر كمدينة جدة وجازان وشواطئ بيش والشقيق في الجنوب الغربي من بلادنا . الكل هنا يريد التمتع بالدفء والمياه الدافئة ومن هنا نجد تلك القوافل وهي باتجاه البحر في زحامٍ شديد،يغلب عليه السرعة والعشوائية المرورية التي يسلكها البعض من قائدي المركبات . البحر وهو المعني بهذه السياحة نجد سواحله تكتظ بالعدد الهائل من مرتاديه الذين تربطهم به عشق خصوصاً في موسم الشتاء الذي تطغى برودته على المناطق المرتفعة كمنطقة عسير التي يشكل سكانها الدرجة الأولى في إحصائية الإتجاه إلى البحر ، ليس إلى السواحل القريبة من منطقة عسير كسواحل منطقة جازان مثلاً، بل إلى سواحل منطقة جدة . ولعل أهم ما يميز حب الغالبية العظمى من الناس للبحر هو التمتع بمياهه الدافئة وكذلك أماكن الألعاب المختلفة للأطفال ولو أنها أصبحت تسبب المشكلة الكبرى لبعض الأسر لكونها تبالغ جداً في الأسعار خصوصاً في المناطق الكبيرة المطلة على البحر،وهنا لابد من القول أن أماكن الترفيه للأطفال تعتبر جاذبة للسياحة الشتوية.وعلى أننا نرى الإزدحامات الشديدة المتجهة إلى المناطق الدافئة، نرى الأزمة السكنية المتجددة وعدم إمكانية وجود السكن، بل لعدم مقدرة البعض على دفع مبالغ السكن الباهظة التي تشكل عائقاً كبيراً في السياحة الشتوية. ويبقى الدور الأهم هنا على عملية تلك الإزدحامات العشوائية التي أخذها البعض عادة في كل موسم شتاء والتي تشكل الهم الأكبر لدى جهاز المرورو الذي يعاني من كثرة الحوادث القاتلة على الطرق المتجهة إلى السواحل الدافئة .