كلمة تجريب للأسف أصبحت شماعة يستخدمها كل من أراد أن يقوم بعمل مختلف بدون أطر ولا قوانين، هذه وجهة نظري، أقول هذا ربما استكمالاً لموضوع الأسبوع الماضي حول مسرحية «الإكليل»، لقد طرحت وجهة نظري حول تلك المسرحية بصدق، وكنت أتمنى من بعض المعلقين في الخدمة التفاعلية الإلكترونية عبر موقع الرياض أن يبتعدوا عن العاطفة ويتعاملوا بموضوعية، نحن نحترم وجهة نظرهم حول فهمهم ورؤيتهم للعرض، ولكن لنبتعد عن أفعل التفضيل، فليس هنالك عمل مسرحي يدخل تحت كلمة أفضل، فكل عرض له خصائصه، له نقاط ضعف ونقاط قوة، ولكن تلك النقاط تتعلق بالديكور أو الإضاءة أو أداء الممثلين، أو الإخراج، ولكن من وجهة نظري أن هنالك بنية أساسية وهي الفكرة والرسالة التي من المفترض أن تبثها المسرحية، كل من كان موجوداً قبل بداية العرض وشاهد الأحداث «وأنا هنا لن أتطرق لها مطلقاً» بالتأكيد سمع أحد «المجتهدين» وهو يقول «الرسالة وصلت»، هو يقصد موقفهم تجاه المسرح وما يلحق به من موسيقى وغير ذلك، للمسرح رسالة، وهي رسالة سامية، بالطبع لا تمس هذه الرسالة المعتقد وتخالفه، بل تدعمه، إن ما يطرح على خشبة المسرح يجب أن يكون له علاقة بالمجتمع لأن الجمهور الذي يحضر العرض هو جزء منه، لذا كفانا عبثاً، لنتذكر مسرحية «تحت الكراسي» وكيف عالجت الرشوة، والأمثلة كثيرة، وحتى لا يفهم رأيي خطأ، لا أريد المباشرة في الطرح، لنبتعد عن العبثية، لنبتعد عن التجريب غير المدروس، وليكن ما يقدم على خشبة المسرح ممتعا ومفيدا، أما بالنسبة للمدارس المسرحية المختلفة، فأعتقد بأنها لا تتعارض مع ما قلته، ولكن ومن وجهة نظر خاصة، أعتقد أن المسرح في المملكة يحتاج إلى كسب متفرج، ومن تجربة خاصة فوجئت بعدد من الأصدقاء يسخرون من كثير من الأعمال التي عرضت في مهرجان المسرح السعودي في العام الماضي، لأن تلك العروض اتجهت إلى التجريب، أغلبهم قال لي «الساعات التي نقضيها في الذهاب إلى مركز الملك فهد الثقافي ومشاهدة عرض لا نفهمه، ولا يضيف لنا شيئاً من الأفضل أن نستغله «الوقت» بقراءة كتاب أو رواية أو مشاهدة فيلم متميز»، هذه وجهة نظرهم وأنا أحترمها كثيراً، لا بد من أن يراجع القائمون على المسرح الأعمال التي ستقدم لا سيما و«الجنادرية» على الأبواب، ليس المطلوب إسفافاً وتهريجاً، بل أعمال راقية وممتعة، لو لم يكن كذلك ستنتقل النقطة من الأسفل إلى الأعلى وسيتحول التجريب إلى تخريب.