عقد نحو 200 شخصية سنية من شيوخ العشائر وممثلي الاحزاب والهيئات وعسكريين سابقين مؤتمرا في بغداد هو الاول من نوعه منذ اجراء الانتخابات العامة في الثلاثين من الشهر الماضي، دعوا خلاله الاحزاب الشيعية التي فازت بالانتخابات الى عدم تهميش السنة وجعلهم شركاء حقيقيين في عملية صياغة الدستور والعملية السياسية للبلاد. وعقد المؤتمر في فندق «بابل» وسط بغداد تحت شعار «المشاركة في الحياة السياسية حق لكل العراقيين». والشخصيات المشاركة مثلت المحافظات السنية الست نينوى والتأميم وصلاح الدين وديالى والانبار بالاضافة الى بغداد. وقال عدنان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني ان «العراق للعراقيين واذا كنا لم نشارك في الانتخابات فان هذا لا يعني اننا لانريد المشاركة في الحياة السياسية». واضاف «يجب ان نكون شركاء حقيقيين في عملية صياغة الدستور والعملية السياسية للبلاد برمتها». وتابع «يجب ان نكافح ونناضل من اجل وحدة العراق وامنه واستقلاله وسيادته الى ان يأتي اليوم الذي نرى شوارع بلادنا وقد خلت من القوات الاميركية وان نرى الضابط العراقي ساهرا على مصالح اهله». ودعا رئيس الوقف السني الاحزاب السنية الى «توحيد صفوفها للمشاركة في الانتخابات القادمة بقائمة موحدة باسم (العراقيين النجباء) الذين لايريدون الا بلادا حرة امنة يشارك كل العراقيين بمختلف اعراقهم في بنائها». من جانبه، اكد صالح المطلق رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان «نتائج الانتخابات اقرت ان تركيبة تعاني من اختلال حاد يتمثل في غياب ممثلي تكوينات هامة بسبب عدم مشاركتها في الانتخابات» في اشارة الى السنة الذين فضلوا مقاطعة الانتخابات. واوضح ان «هذه التركيبة قاصرة على الايفاء بالتزاماتها التي ينتظرها واهمها تشكيل حكومة ائتلافية تمثل جميع مكونات الشعب العراقي والتمهيد لانسحاب قوات الاحتلال والاتفاق على دستور يعكس كل مكونات الشعب العراقي». ودعا المطلق امام هذه الحقائق الى «سد هذا النقص بين الاطراف التي شاركت والتي لم تشارك والاشتراك سوية (سنة وشيعة) في عملية صياغة الدستور الدائم للبلاد». واشار الى ان «اجراء الانتخابات في الموعد المحدد لم يؤد الى حل الازمة السياسية التي تعاني منها البلاد كما ادعى البعض وان الطريق لحل هذه الازمة يكمن في السعي لاجراء حوار هادىء وصريح مع القوى التي لم تشارك للتوصل الى سياسة مشتركة تمكن السنة في المشاركة الفعالة في العملية السياسية للوصول بالبلاد الى بر الامان». ودعا المطلق الى «عقد مؤتمر وطني عراقي شامل يضم كل اطياف الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية والعرقية ومن اجل وحدة البلاد واستقلالها». من جانبه، اعتبر عبد مطلق الجبوري اللواء السابق في الجيش العراقي ان «تغييب شريحة كبيرة تتكون من اكثر من ستة ملايين شخص تغطي خمس محافظات عراقية مكتظة بالسكان تميزت دائما بالاخلاص وحب الوطن وضمت العناصر الكفؤة العملية والثقافية والمهنية والعسكرية يعد امرا خطيرا». واضاف نحن لا نعتقد ان من حق اي فئة تجاهل هذه الفئة التي من حقها الحصول على اي منصب سيادي او وزاري او المشاركة في كتابة الدستور. وكانت لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية التي تحظى بمباركة المرجع الشيعي الكبير علي السيستاني قد حققت فوزا كبيرا في الانتخابات العامة بحصولها على 48,1٪ من الاصوات وعلى 140 مقعدا في الجمعية الوطنية. ودعا الجبوري ضمنيا الاحزاب الشيعية الفائزة في الانتخابات ان «لا تجعل الوزارات بدءا من الفراش انتهاء بالمدراء العامين حكرا على فئة معينة او طائفة معينة» مؤكدا على «ضرورة مشاركة الجميع». وفي حين كانت دعوات البعض هادئة كان الاخرون اكثر تشددا، وشبه الشيخ وسمي محمد احمد من هيئة علماء المسلمين في محافظة صلاح الدين العراق «بسفينة والعراق كله في هذه السفينة وهذه السفينة مهددة بالغرق وان ملكا غاصبا يريد ان يأخذ السفينة غصبا» في اشارة الى القوات الاميركية. ورأى احمد ان «الاميركان لم يأتوا الى العراق لتخليصه من صدام حسين او للقضاء على اسلحة الدمار الشامل بل جاؤوا من اجل اسرائيل ومن اجل دولتها الكبيرة من الفرات الى النيل». وشدد على «اننا لن نتخلى عن مبدأ ان الاميركيين هم اعداؤنا وقتالهم واجب والمقاومة في هذا البلد حق شرعي». واكد ان على «من حجز ال 275 مقعدا في الجمعية الوطنية ان لا يتجاهلوا هذه الحقيقة والاعتراف بالمقاومة». يشار الى ان الحزب الاسلامي العراقي وهيئة علماء المسلمين اللذين يعدان من اكبر المراجع السنية في العراق قاطعا الانتخابات العامة في العراق ودعوا الى تأجيلها مما حدا بالكثير من العراقيين السنة الى مقاطعة الانتخابات.