يقوم وزراء الخارجية في الاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين في بروكسل ببادرة تؤكد عودة الامور الى مجاريها بين ضفتي الاطلسي وذلك بالموافقة على مهمة تضطلع بها اوروبا لتكوين قضاة ورجال شرطة وحراس سجون في العراق. واستنادا الى مصادر دبلوماسية في بروكسل فان حدود بادرة الانفتاح هذه ازاء الولاياتالمتحدة لم تتحدد بعد بشكل نهائي لكنها ستشمل بين 700 الى 800 عراقي. والمهمة التي اطلق عليها اسم «يوجاست لكس» لن تتم داخل العراق نفسه لاسباب امنية وستستضيفها ثمانية بلدان من الاتحاد الاوروبي ولن يكون في بغداد سوى «فريق لوجستي صغير» وفق المصادر نفسها. ويطمح الاوروبيون الى رؤية كوادر عراقية وقد اصبحت عملانية «في اسرع وقت» استنادا الى ما اعلنته الرئاسة الاوروبية التي تتولاها حاليا لوكسمبورغ. وتريد اوروبا لهذا الاتفاق المبدئي بين اعضائها الخمسة والعشرين ان يكون بادرة ملموسة من القارة القديمة تجاه جورج بوش بشان اعادة اعمار العراق بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 كانون الثاني/يناير الماضي. وسيلتقي الرئيس الاميركي الذي يصل مساء الاحد اعتبارا من الثلاثاء المقبل نظراءه في حلف شمال الاطلسي وفي الاتحاد الاوروبي في قمة ستكرس المصالحة بين جانبي الاطلسي في اعقاب التمزق الذي خلفته حرب العراق بين اوروبا والولاياتالمتحدة. كما يبحث الوزراء الاوروبيون ايضا اعتبارا من اليوم الاثنين مسألة مباشرة المفاوضات قريبا مع كرواتيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وهو حدث مقرر مبدئيا في السابع عشر من اذار/مارس المقبل. ويعيق هذه المسألة قضية الجنرال الكرواتي انتي غوتوفينا الذي يطالب الاتحاد الاوروبي باحالته الى المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة. وكانت زغرب في مواجهة الالحاح الذي ابدته المدعية العامة في المحكمة الدولية كارلا دل بونتي واتهامها كرواتيا بعدم التعاون، اكدت انها تبذل «كل ما في وسعها» لالقاء القبض على غوتوفينا. وكانت السلطات الكرواتية تؤكد على الدوام انها تجهل اين يوجد الضابط السابق الفار. وفي المرحلة الحالية يرى الاتحاد الاوروبي وفق ما اوضح مصدر في الرئاسة في لوكسمبورغ الجمعة ان من المبكر الآن القول «نعم او لا» لبدء مفاوضات الانضمام مع كرواتيا. وقال دبلوماسي اوروبي «لا يمكن حسم المسألة اليوم» والقضية الان هي ممارسة «اكبر ضغط ممكن ليفهم الكروات ان بدء المفاوضات امر يقررونه هم» بتجاوبهم. وتابع الدبلوماسي نفسه «سيكون من الصعب بدء المفاوضات» اذا لم يكن الجنرال غوتوفينا «في لاهاي» مقر المحكمة الدولية في السابع عشر من اذار/مارس. وسيتخذ الاوروبيون قرارا نهائيا في فترة اقصاها 16 اذار/مارس في اجتماع جديد لوزراء خارجية الاتحاد. ويواجه الجنرال غوتوفينا تهما من المحكمة الدولية بارتكاب جرائم حرب ضد الصرب في كرواتيا في نهاية النزاع الصربي الكرواتي الذي امتد بين عامي 1991 و 1995. الى ذلك يبحث الوزراء الاوروبيون ايضا توقيع «اتفاق العمل» مع اوكرانيا وهو برنامج تعاون يعتزم الاتحاد الاوروبي السير فيه لمساعدة اوكرانيا في عمليات الاصلاح. ويراهن الرئيس الاوكراني الجديد فيكتور يوتشنكو الذي خرج منتصرا من «الثورة البرتقالية» على اوروبا وقد عبر عن الامل في بدء مفاوضات بلاده للدخول الى الاتحاد الاوروبي «اعتبارا من 2007» كما اوضح في تصريحات خاصة لوكالة فرانس برس في كييف. وسيكون يوتشنكو بنفسه في بروكسل الثلاثاء المقبل. لكن اعضاء الاتحاد لا يريدون تسريع الامور بالنسبة الى كييف. وقال دبلوماسي اوروبي ان الدول الاعضاء توصلت الى «اتفاق» بان العلاقات مع كييف «في هذه المرحلة» يجب ان تكون في اطار سياسة الجوار بعيدا تماما عن اي افق للانضمام وهي في هذا المجال سترحب اليوم الاثنين في اعلان مشترك «بالتطلعات الاوروبية» لاوكرانيا.