منذ ان بدأت مسيرة التعليم في هذا الوطن الغالي بقيادة رائد التعليم الاول، واول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وامده بعونه وتوفيقه والدولة تدرك ادراكاً واعياً اهمية المؤسسة التربوية والتعليمية بوصفها الجهة المسؤولة عن اهم مقومات النهضة الحضارية المنشودة في هذه البلاد وهم ابناؤها الذين يمثلون في وجدان ولاة الامر حفظهم الله ثروة البلاد الحقة التي ينبغي رعايتها وتعهدها بالتربية والعلم والمعرفة والثقافة واعدادها الاعداد المطلوب بما يمكنها من المشاركة الفاعلة في بناء هذا الوطن وتقدمه. وكان من اهم ما يلتفت اليه ولاة الامر حفظهم الله هو اختيار الرجال الاكفاء لتولي مهام وزارة التربية والتعليم، الرجال الذين يدركون عظم المسؤولية وقداستها وعظم المهام والواجبات المترتبة عليها، وعظم الاهداف والطموحات المرتبطة بها. فكان من توفيق الله لهذه البلاد ان وفق قادتها وولاة امرها دائماً على الاختيار الصحيح لقيادة هذا الجهاز التربوي والتعليمي الهام، واكبر دليل على ذلك ان ما تحقق للتعليم في بلادنا من انجازات قياساً الى العمر الزمني لمسيرته يعد معجزة بكل المقاييس. والانجازات اليوم تتحدث عن نفسها، بل ان شواهدها ومعالمها هي اليوم ملء السمع والبصر في كل ارجاء البلاد. المسيرة مراحل ولكل مرحلة رجالها والانجازات مراحل ايضاً، وهكذا كان كل وزير يأتي ترتبط به اهداف مرحلة وانجازاتها فلكل فضله ولكل جهده، والقادم يستكمل المسيرة ويبني من حيث انتهى السابق، وهكذا يرتفع البناء ويعلو. معالي الدكتور محمد بن احمد الرشيد او «ابو احمد» كما كان يحلو له ان يناديه زملاؤه كان رجل مرحلة ادى فيها واجبه، وبذل فيها جهده فتحققت بهذا الجهد اهداف وظهرت به انجازات ايضاً. وستظل مسيرة التعليم تحفظ له في ذاكرتها هذه الجهود الطيبة. لقد كان اهم ما يميزه بساطته وعدم تكلفه، بل وتواضعه فهو يشعرك، بل يشعر كل من يتعامل معه بأنه قريب منه، هكذا شأنه مع زملائه وطلابه ومراجعيه. وكليات البنات وهي بلاشك صدى لكل منسوبيها وهي تودعه تذكر له بكل التقدير والاحترام جهوده الطيبة في خدمة مسيرة التربية والتعليم، وتتمنى لمعاليه التوفيق والسداد، ثم هي اليوم تستقبل مع كافة منسوبيها ايضاً معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الذي حظي بثقة ولاة الامر وفقهم الله باختياره وزيراً للتربية والتعليم. وفي تقديري وتقدير كل من يعرف معاليه عن قرب ان ولاة الامر وبتوفيق من الله عز وجل قد وفقوا للاختيار الصحيح. ان المرحلة القادمة سترتب على العملية التربوية والتعليمية مسؤوليات كبيرة وتربط بها مهاما، وتحدد لها اهدافاً فرضتها متطلبات المرحلة الراهنة وما تمر به البلاد من ظروف خاصة، هي في الواقع جزء من الظروف العالمية العامة التي يشهدها العالم اليوم والتي تحتم على الدولة التعاطي معها بمختلف الوسائل المتاحة، وعلى رأسها بلا شك التربية والتعليم. لن نستبق الامور ولكنا على ثقة من ان المقومات الخاصة بمعالي الدكتور العبيد والمؤهلات والخبرات التي اكتسبها طوال مسيرته في العمل القيادي قد تجعلنا مطمئنين الى انه قادر بإذن الله على قيادة المسيرة التربوية والتعليمة باقتدار بإذن الله. ان رسالة كليات البنات وهي تستقبل معاليه لتسأل الله العلي القدير ان يمده بأسباب العون والتوفيق، وان يقدره على اداء مهامه على الوجه المطلوب، وان يحقق به الاهداف المنشودة، انه ولي ذلك والقادر عليه. ٭ وزارة التربية والتعليم الوكيل لكليات البنات