أكد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن عمل المنظمة لا يتناسب مع تطلعات الشعوب الإسلامية وأن عمليات الاصلاح داخل المنظمة بدأت تاخذ مساراً أكثر فعالية، وذلك لتمكين المنظمة من الاستجابة لتطلعات شعوب العالم الإسلامي التي تنتظر من المنظمة ان يكون لها دور حيوي في معالجة مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. وقال الدكتور احسان أوغلو في ندوة نظمها نادي دبي للصحافة «تعد الفترة الحالية مرحلة تاريخية في عمل منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث تشهد فترة مراجعة وتقييم لعملها منذ تأسيسها عام 1969. وعلى الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها المنظمة، إلا أنها باتت لا تستجيب لمتطلبات الدول الأعضاء، ولشعوب هذه الدول التي تنتظر من المنظمة أن تقف لنصرة القضايا الإسلامية وأن تكون لاعباً فاعلاً على المسرح الدولي». وأشار البرفيسور احسان أوغلو إلى ان عالم اليوم يختلف عنه عند تأسيس المنظمة، لذلك لا بد للمنظمة من أن تكيف نفسها مع عناصر العالم الجديد، وأن تتعامل بشكل عصري مع القضايا الحيوية مثل صراع الحضارات، موقف العالم الغربي من الإسلام، في ظل تصاعد حس الكراهية تجاه الاسلام، إلى جانب تعديل نظرة المنظمة إلى طريقة عملها التقليدية. وحول قضية صراع الحضارات قال البروفيسور إحسان أوغلو أن مقولة صدام الحضارات هي مقولة غير علمية، حيث ظن البعض بعد سقوط جدار برلين أن القوى الاسلامية ستأخذ مكان القوى الماركسية في الصراع الدولي، لكننا نجد أن ما حدث في التسعينيات من حروب شنت على المجتمعات ذات الهوية الإسلامية لم يبدأها المسلمون. وهكذا فإن تصوير الإسلام على أنه خطر على الغرب لا أساس علميا له. واكد البروفيسور إحسان أوغلو انه ينبغي على الجميع العمل على اصلاح سوء الفهم بين العالمين الاسلامي والغربي من خلال الحوار بصورة جادة وأسلوب علمي. كما يجب أن يأخذ هذا الحوار طابع مخاطبة الجماهير الواسعة، لأن هذه الجماهير قابعة تحت تأثير خطاب سلبي موجه ضد الإسلام. وبخصوص تطوير الخطاب الإسلامي قال البروفيسور إحسان أوغلو «يجب أن يراعي الخطاب الإسلامي مختلف المستجدات التي طرأت على عالم اليوم، ولا بد لهذا الخطاب أن يقر بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية. وعليه أيضاً أن ينفتح على الآخر ليتمكن من تنمية المجتمعات الإسلامية ومنحها المكانة التي تستحقها. وأعرب الأمين العام لمنظمة العمل الإسلامي عن خيبة أمله مما ورد في بعض وسائل الإعلام من أن منظمة المؤتمر الإسلامي لم تقم بواجبها تجاه مساعدة ضحايا المد البحري في جنوب آسيا. مشيراً إلى أن أول قرار اتخذه منذ توليه المنصب في بداية العام 2005 كان إصدار بيان عاجل للدول الإسلامية لتقديم المساعدة، بالإضافة إلى خطة العمل الموسعة التي وضعتها المنظمة، والاتفاقات الثنائية التي أبرمتها الدول الأعضاء مع حكومة أندونيسيا. وأوضح أن 37 دولة من أصل الدول ال 57 الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي قامت بتقديم المساعدات لجميع الدول المتضررة، حيث بلغ إجمالي المساعدات حتى الآن حوالي مليار و200 مليون دولار أمريكي، منها 500 مليون من بنك التنمية الإسلامي. كما انشأت المنظمة تحالف منظمة المؤتمر الإسلامي لرعاية ضحايا تسونامي بهدف مساعدة الاطفال الذين فقدوا ذويهم نتيجة الزلزال، وسيستمر هذا الدعم في مرحلة الإعمار والتنمية ولمدة 5 سنوات قادمة. وفي سؤال حول علاقة الإرهاب بالإسلام أكد البوفيسور احسان أوغلو ان الإرهاب ظاهرة عالمية لا دين لها ولا ثقافة، غير أنه يتخذ من الأديان ذريعة ومسوغا، لأن الإرهاب إذا أراد ان يكون له حضور في المجتمع، عليه أن يرفع شعارات مقبولة من قبل الجمهور. مشيراً إلى ضرورة تفهم جذور الإرهاب وعوامله والأسباب التي أدت إلى ظهوره قبل العمل على محاربة نتائجه. وحول الوضع الراهن في العراق قال ان المنظمة ترحب بالانتخابات العراقية وتعتقد أنها خطوة في الطريق السليم لتحقيق الديمقراطية، على الرغم من مقاطعة شريحة أساسية من المجتمع العراقي لهذه الانتخابات. مؤكداً على تأييد المنظمة لسيادة العراق ووحدة ترابه واستقلاله السياسي، ومطالبة المنظمة للدول الأعضاء والمجتمع الدولي لمناصرة الشعب العراقي في إعادة بناء وطنه.