غالباً في قراءة أي نص ما نبحث عن افتتاحية هذا العمل لتكون هي مفتاح قراءته ولكن مع نص (شكلي مش زي الصورة) ديوان بالعامية المصرية لنهاد إبراهيم الأمر يختلف حيث يبدو مفتاح النص في آخر أبياته المسماة (بابا نويل) وبالأبيات السابق ذكرها ندخل لهذا العمل الذي يبدو معجونا بروح طفولية/ ناضجة يحمل رائحة النضج البريء والبراءة الناضجة، اختلاط غريب بين عالمين متناقضين تحمله مفردات هذا الديوان ليبدو العمل مختلفاً ويثير في الذهن حالة من الحنين لكلمات صلاح جاهين، حيث روح السخرية التي تغلف الأحرف والعبارات، وهذا هو سر جمال كثير من قصائده، يخرج الديوان من الدائرة المغلقة للذات الأنثوية إلى أفق أرحب يتمثل في الطفولة الإنسانية، واكرر فكرة الطفولة رغم أنها فكرة تتناقض مع تحليل مقدم الكتاب الذي وصفه ب (بوح العقل) حيث أرى أنه (بوح طفل) يدعي العقل!! وإن كان يحمل رائحة النضج، والنضج المقصود هنا هو نضج الوعي حيث لم يقع النص تحت طائلة العشوائية (أكثر الصفات التصاقا بالطفولة) لكنه كان أسيراً لبراءتها في البوح!! باحلم وحلمي مالوش غير قلب حلو بشوش بيحب كل الناس... حتى اللي منسية... ويبدو العنوان الذي اختارته الشاعرة للديوان خير دليل على أن هناك انفصاما ما (تدركه الشاعرة) ما تطرحه وما تقوله كلماتها (شكلي مش زي الصورة) هذا هو العنوان، وهذا هو الموضوع حيث إن هناك شخصية أخرى يطرحها الديوان تفرق صوت الأنا المتحدثة بكلمات القصائد داخل الديوان، هناك ازدواجية مطروحة عبر ثنائية الطرح/ البوح. كان فيه مرة موجه ف بحر حايره يا عيني بين شد وجذب شفتها جنبي وغصب عني رحت وراها وتهت وضعت ف (الطرح) يبدو لشاعرة ناضجة تحمل بعض صفات النقد الذي هي واحدة من أربابه وفي الآن نفسه (البوح) يحمل كثيرا من صفات المشاغبة الطفولية، لكن قوة الطرح جاءت لتحد من عبثية البوح، فجاء الديوان مختلفاً وصادقاً. جدير بالذكر أن هذا هو الديوان الثاني للشاعرة نهاد إبراهيم التي حققت حضوراً قوياً في عالم النقد المسرحي والسينمائي وكان ديوانها الأول بعنوان (كلام أغاني 2004).