(ناصر بن فهد) شاب في الأربعينات من عمره كان يعيش وأسرته في منزل طيني وفي حالة ميسورة زوجته و(7) أطفال - على حد قوله - في حي جبرة وسط مدينة الرياض القديمة.. كان ممن يشهد بالصلاة وهو في حالة طبيعية خلال 6 سنوات مضت (كما يروي أحد جيرانه) فجأة تغيرت تصرفات ناصر حتى آل به الأمر إلى أن يتجول بالحي أحياناً في أوضاع غير مناسبة ثم يلبس ملابس نسائية ويتعرض لبعض المارة أحياناً. ثم هو الآن يفتح بابه زاعماً أنه مفكر ويقوم بوضع صور وعبارات داخل وخارج المنزل توحي بتغير تصرفاته كما أن زوجته وأطفالها لم تعد تجلس عنده خشية على نفسها وأطفالها وهذا ما أحزنه كثيراً وزاد من ألمه داخل الحي.. هنا ندعو الجهات المعنية لزيارته وعلاج وضعه.. «الرياض» زارت الشاب ناصر ورصدت الحوار التالي معه الذي (جسد لنا حالة غريبة وشخصية تملك إبداعات وعبارات حينما تناقشه فيها تظن أنك أمام شخص مدرك لأبعاد الأمور) إلا أنه لديه معاناة غامضة أفرزتها العديد من الإرشادات والسلوكيات التي عملها، لكن هذا الإنسان يحتاج إلى وقفة صادقة لعلاجه المرتبط برغبته الملحة في عودة أسرته وأطفاله له شريطة ضمان علاجه من تلك المعاناة التي تأثرت بها حالته النفسية - شفاه الله - فهنا نبرز شيئاً من تلك المتابعة والحوار: ٭ ما اسمك وأين كنت سابقاً قبل هذا المنزل؟ - البداية كنت في الخرج «منطقة السهباء» كنت مع أسرتي ووالدي وعمري 40 عاماً تقريباً، وتزوجت مرتين الأولى بالخرج والزواج الثاني في الرياض ولدي من الأولاد (7) أولاد (3) بنات و(4) أولاد. ٭ متى سكنت في هذا المنزل؟ - سكنت به قبل 6 سنوات تقريباً وكان معي أولادي وزوجتي واليوم أتمنى أن تعود لي. ٭ ما هي اهتماماتك ولماذا هذه الكتب وصورة والدك.. أشاهدك وضعتها داخل البيت معلقة؟ - بالطبع أنا أحب والدي وأنا كنت في الخرج وحينما توفي والدي بقيت أنا وزوجتي في الرياض وهي لا زالت على ذمتي هنا أحسست بضيقة حينما ذهبوا ولم أشاهدهم وهناك إخواني صغار واليوم أطالب بعودة زوجتي، ولقد سألتني عن اهتماماتي الأخرى فأقول لك: هي في اليوم الآخر وما أمرنا الله به وما نهانا عنه واسمي نفسي: «طالب علم» وأنا أقرأ القرآن ولكن أحسست بعدم رغبتي لزوجتي ولا أعلم ما السبب!! وما أخشاه أنني مسحور! ٭ يقال أنك تكتب «معاريض» وخطابات للناس وأن خطك وأسلوبك جميلان؟ - نعم ولكن أنا طالب علم ولا آخذ على ذلك إلا ما أرجوه من عند الله ولا تسألني عن مصدر رزقي فإن قلت لك لا أدري فستقول لي: إنني مجنون أنا لست مجنوناً!! لكن: «كل نفس رزقها على الله». - هنا قام بكتابة خطاب أسلوبي - كتب فيه بيتي شعر منها قول الشاعر: يا من بدنياه اشتغل وغرة طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل وقال الشاعر: ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل شيء ولكن إذا متنا بقينا ونسأل بعده عن كل شيء ثم أضاف عبارة: «الطريق طويل والبحر عميق». ٭ هل ترغب في وظيفة؟ - نعم وأنا أصلح «حارس أمن». ٭ تعني رجل أمن أو حارساً في شركة؟ - أقول لك: الشيخ لا يعيد كلامه حارس أمن في معهد أو مدرسة. ٭ أين كنت تعمل سابقاً؟ - اللي راح راح لا تسألني، كنت سابقاً أخدم والدي. ٭ ما هي الأمور التي تحبها؟ - أحب اليد العاملة. ٭ لمن هذا البيت الطيني؟ - هذا لفاعل خير هو الشيخ محمد السيف راعي محلات السيف للدلال قال لي: أسكن فيه حتى تطلع. ٭ هل أنت الذي قام بوضع هذه العبارات والصور ونور الكهرباء في البيت؟ - نعم الله الله.. أنا قمت بها وعندي خبرة في الترميم والتصميم وعندي حكمة وشعر نبطي. ٭ لماذا تلبس لباس المرأة هذا وتقوم أحياناً بالتجول في الحي وأنت في هذا الوضع؟ - أنا أقوم بذلك لأني ليس لدي ملابس مغسولة ثم أنا أحب زوجتي وأحب أن أنظر قدرة الله فيني. ٭ ما هي المعاناة التي تحس بها؟ - الحالة المادية فقط. ٭ الشرطة لاحظت عليك شكاوى من أكثر من شخص وجار؟ - يا أخي «الجمرة ما تحرق إلا واطيها» وأنا أحس أن جاري يؤذيني.. وهم ساحريني أنا وزوجتي! ٭ في حال تقدم أحد لعلاج وضعك ونقلك من الحي هل عندك رغبة؟ - نعم عندي رغبة ورغبتي الأكيدة أن تأتي زوجتي.. أما المعاناة النفسية فليس لدي معاناة إنما هي قلة المادة.. مداخلة ٭ الجولة والحوار يؤكدان أن المواطن ناصر لديه معاناة غير واضحة وتحتاج إلى تدخل طبي وأسرته لمحاورته والتنسيق مع الجهات المعنية لعلاجها فمن يجلس معه يحتار في حديثه وتصرفاته الغريبة!! وقال: إنني أرغب في نشر معاناتي وحالتي وأطلب بعودة زوجتي وأولادي وعملي في الحراسات تجعلني أكسب رزقي. ٭ عندها قام وغير الملابس النسائية ولبس ثوباً صوفياً رجالياً وقال: بهذا اللباس أؤكد لك أني عاقل وحينما تأتي زوجتي وأولادي فأنا مستعد أن أعالج نفسي بنفسي. ٭ قلت له: بشرط أن يتدخل الطب للتأكد من سلامة وضعك النفسي بسبب ما تعرضت له سابقاً من معاناة؟ - قال: نعم ولكن أنا طبيب ولا عندي شيء ولا مانع لدي. ٭ المنزل الطيني الذي يسكن فيه به عبارات كتبها في جنبات المنزل وخارجه توحي بشيء من تلك المعاناة.