قمت في الأسبوع الماضي بجولة في أسواق جدة من أجل شراء سيارة، وفوجئت بأن معظم السيارات المعروضة لا تصنع في بلادها، بمعنى أن السيارة الشفروليه تصنع في كوريا والسيارة الكامري تصنع في استراليا والسيارة الهايلوكس تصنع في تايلاند، وتساءلت: لماذا لا تصنع السيارات هذه في بلادنا؟ وقد درسست بعض الإحصائيات فوجدت أن حجم السوق ضخم ومغر، إذ تظهر بيانات واردات القطاع الخاص الممولة عن طريق البنوك أنّ قيمة السيارات المستوردة للمملكة بلغت 7ر 13ملياراً في عام 2002وارتفعت إلى 14ملياراً عام 2003لتصل إلى 25مليار ريال عام 2007، أي إنّ حجم السوق يزداد عاماً بعد عام، ولم أجد جواباً لتساؤلي سوى أن ثقافتنا استهلاكية وليست تصنيعية، إنّ دولة مثل الصين التي تسيطر عليها ثقافة التصنيع حين احتاجت إلى 300طائرة من طراز Airbus لم ترسل وفداً إلى فرنسا لشرائها بل جاءها وفد لتفاوضه على تجميع هذه الطائرات في الصين، أما الإمارات التي لا تملك ثقافة التصنيع فحين احتاجت إلى 80طائرة عملاقة من طراز Airbus 380 ذهبت إلى فرنسا واشترتها، وهذا ما فعلته قطر التي اشترت 50طائرة من طراز Airbus 350 ، ونحن الآن بصدد تجديد أسطول طائراتنا، فلماذا لا نفكر في تجميعها هنا، ما أريد أن أقوله: يجب أن نستورد التكنولوجيا بدلاً من استيراد المادة المصنعة.