انكفأت على أوراقي.. فإذا بهزيع الليل يجتازني وأسطري.. وأنا لازلت أهيئ نفسي لبناء قصة واقعية.. أو قصيدة وطنية.. أو مقالة أدبية.. فالكلمات تتراقص أمام عيني.. علني ألتقطها لتسعف الحال وتؤدي المنال. ... ثم خرجت من ذاتي في ساعات ليلي المتأخرة.. لأشهد الطبيعة كيف تصبح كالمعشوقة الجميلة لا تقدم لفارسها سوى أسباب حبها.. تراءت لي الأزهار وكأنها ألفاظي الملقاة هنا وهناك في تمايلها وهي تختلس النظر إلي.. تسائلني.. هل تراك ستكتبين؟ وعن ماذا ستكتبين؟ بيني وبين أسطري عهد طويل.. بيني وبين أحرفي أمد بعيد.. من ذا الذي أيقظ سبات نفس قد ارتضت الانزواء وأنت الرحيل.. من ذا الذي أقلق مضجعي.. وأعاد لي عشقي للكلم.. فاصطفت الحروف تترى.. تتلون بمفردات.. وجمل.. وعناوين.. من ذا الذي أحيا ما كان قد مات بداخلي.. لأعود اليك معشوقتي.. أعرفي.. أسطري.. ياكل.. قصيدي.. ومهجتي.. ما كتب وارتوى.. أتذوق واكتفي .. أتشكى.. واشتفي.. انثر حزني وأتراحي.. ألمي وجراحي.. سعادتي وأفراحي.. وانسج بكل حروفك في لحظات.. ثمان وعشرين حكاية.. فلقد عدت إليك أبجديتي.. وشوقي لشوقك سبّاق.. عدت إليك.. معشوقتي.. ونبضي لنبضك توّاق.. عدت إليك.. وكأني كنت بحاجة لمن يوقظني من نومي.. في غفلتي وحلمي.. من اختفائي.. وسكوني.. عدت إليك.. لغتي وبوحي.. فقط لأجل من قال.. معلمتي.. أين من كانت تكتب.. ولها نقرأ؟!!! ولأجل من قالت لي.. بنيتي.. أين من كانت تعبر وبها أنخز وأهنأ فإليك أمي.. والى كل من أحيا بداخلي الأمل الفقيد..لي معكن موعد لن أخلفه ما استطعت بإذن الله.. سأكون هناك.. وتكونون.. الدافع الأول للأحلام.. أن تنبض من جديد.. بقوة.. بحب.. بصدق.. فلكن أسطر شكري والتفاني.. ياكل احبتي.