نفى مختص في خشونة وآلام المفاصل، وجود دراسات في المملكة تقدر تكاليف الرعاية الصحية لمرضى خشونة المفاصل، وأوضح أن نفقات الرعاية الصحية لمرضى خشونة المفاصل تبلغ 100مليار دولار سنوياً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و 2مليار يورو سنويا في فرنسا، لافتا إلى معاناة شخص واحد من كل أربعة أشخاص في العالم من مشكلات في الجهاز العضلي الهيكلي تستدعي الرعاية الطبية. وقال ل "الرياض" الدكتور إبراهيم سني عسيري استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري ورئيس قسم جراحة العظام في مدينة الملك فهد الطبية: إن نسبة الإصابة بخشونة مفصل الركبة في المملكة تتراوح من 7- 13في المائة للبالغين حسب دراسات أجريت في المملكة ، وتزيد النسبة بتقدم عمر المريض حيث يعاني 31في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 46- 55سنة، وتتسارع إلى 61في المائة بين أعمار 66- 75سنة، في حين أن نسبة الإصابة بخشونة مفصل الورك منخفضة جداً مقارنة بالدول الأخرى، تصل إلى أقل من نصف في المائة، حسب دراسة أعدها الدكتور عبد الرحمن العرفج في منطقة القصيم. وأفاد عسيري أن الرعاية الصحية لمرضى مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي تقدر في دولة مثل الولاياتالمتحدة ب 849مليار دولار سنوياً، وهو ما يعادل 7.7% من الناتج القومي السنوي، مشيرا إلى أن مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي المعنية بالدرجة الأولى هي أمراض المفاصل، هشاشة العظام خشونة المفاصل، آلام الظهر، أمراض العمود الفقري، الحوادث والإصابات والتشوهات الخلقية وأمراض عظام الأطفال. وعن آلام المفصل بين استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري، أن سطح المفصل يغطيه طبقة من الغضروف الذي يحمي سطح العظم، ويعمل كطبقة واقية للعظم وكذلك كممتصة للصدمات، وفقدان الغضروف يؤدي للاحتكاك وهو مؤذي لتركيبة العظم بالدرجة الأولى، ويؤدي في ذات الوقت إلى آلام مبرحة في المفصل، مشيرا إلى أن تفاقم المشكلة وإهمالها يقود إلى صعوبة في حركة المفصل، والتي قد تنتهي بانخفاض أو فقدان الحركة في المفصل، وينتج عنه إعاقة جزئية أو كلية، إضافة إلى أن الآلام تزداد شدة بعد المجهود اليومي، وقد تُصاحب بتورم في المفصل المصاب. وأضاف الدكتور إبراهيم سني عسيري:"تنقسم خشونة المفاصل إلى نوعين الأولى خشونة غير معروفة السبب، وفيه تحصل الخشونة بدون مسببات، والثانية التي تنتج عن سبب مرضي مسبق، مثل زيادة الوزن، الإصابات المباشرة للمفاصل، أمراض العظام والمفاصل في مرحلة الطفولة، الالتهابات الروماتيزية المزمنة، أمراض نزف الدم المزمنة والأنيميا المنجلية، الالتهابات الميكروبية بالمفاصل، انحراف الأطراف، وشلل الأعصاب، مبينا أن الخشونة الأخيرة يمكن تجنبها بالعلاج المبكر للمسبب، أما الأولى فلا يمكن تجنبها. وحول الطرق العلاجية التي يستعان بها لعلاج مرضى خشونة المفاصل، أبان عسيري أنه يتم تشخيص الخشونة من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري للمريض، وعمل أشعة سينية للمفصل لكشف الحالات المتقدمة، وأشعة مقطعية وأشعة الرنين في بعض الحالات الخاصة، إضافة إلى عمل تحاليل للدم في حالة الاشتباه في الأمراض الروماتيزية، واللجوء إلى العلاج التحفظي الذي يحدده الطبيب بناء على حالة المريض والمشتمل على تغيير العمل أو مستوى النشاط، تخفيض الوزن وممارسة الرياضة، استخدام مسكنات الألم، العلاج الطبيعي وتقوية العضلات، إبر المفاصل بأنوعها، وتشمل الأبر الزيتية وإبر الكورتيزون، المثبتات الخارجية للمفصل بأنواعها حسب طبيعة المشكلة. وزاد عسيري: "يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي بعد استنفاد العلاج التحفظي والذي يشمل مناظير تنظيف وتنعيم المفصل، زراعة أو استبدال الغضروف، وهو يعتمد على حجم الغضروف وهو متاح لحالات خاصة فقط، وتكون إما عن طريق التعويض من المفصل نفسه، أو الزراعة من المتوفين دماغياً أو استزراع الخلايا، وهذه التقنية ليست متاحة دوماً، والمراكز المتخصصة فيها قليلة في العالم. وعن عمليات ترميم الأربطة وعلاقتها بالخشونة أوضح الدكتور إبراهيم عسيري، أنه لم يثبت علميا أنها تمنع خشونة المفاصل ولكن عمليات تعديل انحراف الأطراف في بعض الحالات لمتوسطي العمر قد تأخر تداعيات الخشونة، مضيفا أن عمليات تثبيت المفاصل فقد قل استخدامها إلا في بعض الحالات النادرة.