إن أحد الأسباب التي تؤدي إلى آلام منطقة أسفل الظهر هو وجود اعتلال في المفصل العجزي الحرقفي والذي يعرف باسم (Sacroiliac Joint). هذان المفصلان يقعان عن يمين وعن يسار عظمة العجز الموجودة في أسفل العمود الفقري ويربطان هذه العظمة بعظمة الحرقفة التي هي جزء من عظام الحوض. هذان المفصلان الكبيران يوفران قدراً بسيطاً جداً من الحركة لا يتعدى الواحد أو الاثنين ملليمتر ولكنهما مع الأربطة المحيطة بهما يوفران وظيفة مهمة لثبات عظام الحوض عند التقائها مع عظام أسفل الظهر. وفي الشحن السليم لا تكاد توجد أية حركة في هذين المفصلين، ولكن في النساء الحوامل وبالذات في الثلث الأخير من الحمل فإن الهرمونات قد تجعل هذه المفاصل تسترخي استعداداً للولادة. أما في بعض الأمراض الأخرى فقد تلتصق هذه المفاصل وتلتحم وتختفي لتصبح أجزاؤها عظمة واحدة. أسباب اعتلال المفصل هناك عدة أسباب لآلام المفصل العجزي الحرقفي. فالحمل المتكرر قد يكون سبباً لحدوث هذه الآلام. أيضاً وجود قصر في أحد الطرفين السفليين قد يسبب ضغوطاً وآلاما على هذا المفصل. كذلك فإن أمراض الروماتيزم كمرض الروماتيد والنقرس والالتهابات الجرثومية كلها قد تصيب هذه المفاصل. أما كسور عظام الحوض وعظمة العجز فهي أيضاً قد تؤدي إلى حدوث خشونة مبكرة في المفصل. ولكن في الكثير من حالات التهاب هذا المفصل قد لا يكون هناك سبب واضح لحدوثها. الأعراض والتشخيص عادة ما يشتكي المرضى من آلام في منطقة أسفل الظهر وأعلى الوركين تتركز في الناحية اليمنى واليسرى والمجاورة لعظمة العجز حيث يقع هذان المفصلان. هذه الآلام قد تزداد مع الحركة والإجهاد وقد تنتشر لمنطقة الردفين وقد تصبح شديدة ومزعجة وتؤثر على الأنشطة اليومية للشخص المصاب. وفي كثير من الأحيان قد يتم الخلط بين أعراض هذا المرض وأعراض الآلام الناتجة عن تآكل وانزلاق الفقرات القطنية وقد يتم علاج المريض على أنه مريض بالانزلاق الغضروفي بدلاً من التهاب المفصل العجزي الحرقفي عن طريق الخطأ. ولذلك فإنه من المهم جداً التركيز والدقة للوصول إلى التشخيص عن طريق الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند الضغط على منطقة المفصل وعند عمل حركات معينة تضع جهداً على المفصل. بالإضافة إلى ذلك فإن أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية تساعدان على تشخيص المرض. أما الأشعة النووية (Bone Scan) فهي الطريقة المفضلة لتشخيص التهاب المفصل العجزي الحرقفي. وفي بعض الأحيان يتم حقن مخدر موضعي داخل المفصل وعندما يختفي الألم فإن الطبيب يكون قد تأكد بأن المفصل هو فعلاً الجزء المسؤول عن أعراض المريض وآلامه وحينئذ يبدأ العلاج. العلاج عادة ما يبدأ باستخدام الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة للالتهابات (Non-steroidol anti-ibflommatory) والمرخية للعضلات والراحة وتجنب الإرهاق وعمل جلسات العلاج الطبيعي وتمرينات لتقوية عضلات البطن والظهر والحوض وكذلك استخدام أحزمة طبية ساندة لهذه المفاصل تعمل على تقليل الحركة ومساندة المفصل المريض (sacroiliac belt). أما في الحالات التي لا تستجيب للأدوية والعلاج الطبيعي فإن الطبيب المعالج قد يلجأ إلى حقن المفصل بمادة الديبوميدرول ذات الخاصية القوية في مقاومة الالتهابات. ولكي يتمكن من وضع الحقنة في داخل المفصل فإنه قد يلجأ إلى استخدام الأشعة السينية لزيادة الدقة عن الحقن (fluroscopy). أما في الحالات النادرة التي لا تستجيب لجميع أنواع العلاج غير الجراحي فإن الطبيب قد يظهر لعمل جراحة دمج للمفصل وذلك عن طريق تثبيت المفصل بشرائح وسامير وطعم عظمي مما يؤدي إلى إلغاء الحركة من المفصل وبالتالي إلى إزالة الآلام. أيضاً قد يلزم التدخل الجراحي في حالات الالتهابات الجرثومية للمفصل وذلك بغرض إزالة الصديد والبكتيريا المسببة للالتهاب. وعلى أية حال فإن التدخل الجراحي قليل ونادراً ما يستخدم لأن آلام التهاب المفصل العجزي الحرقفي لا تكون شديدة وهي عادة ما تستجيب للعلاج التحفظي في الغالبية العظمى من المرضى. *استشاري العظام والعمود الفقري مستشفى الحرس الوطني