إذا كانت موجة البرد الشديدة التي تجتاح حاليا أوروبا الوسطى والغربية والجنوبية قد عطلت حركة النقل البري والجوي فإنها شكلت فرصة ثمينة بالنسبة إلى حماة البيئة لتذكير الناس بالمخاطر المحدقة بالدببة في القطب الشمالي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. فقد تجسدت هذه الموجة غير المعهودة مثلا عبر تدني درجات الحرارة إلى مستويات بلغت أحيانا ثلاثين درجة تحت الصفر. وتجسدت أيضا من خلال نزول كميات كبيرة من الثلج وتحويل الطرقات والسهول والغابات إلى أوساط تذكر بالمناطق القريبة من القطب الشمالي. وما شد انتباه حماة البيئة بشكل خاص في احتداد موجة البرد هذه هو السعادة الكبيرة التي لوحظت لدى دببة حدائق الحيوان الأوروبية. فقد خرجت هذه الدببة من الأماكن الضيقة المخصصة لها في هذه الحدائق للتمرغ في الثلج والتعبير عن فرحتها برؤيته. بل إن كثيرا من هذه الدببة التي جيء بها من القطب الشمالي لم تر الثلج مرة واحدة منذ القبض عليها وإرسالها إلى حدائق الحيوان. والحقيقة أن أغلب دببة القطب الشمالي المتواجدة اليوم في حدائق الحيوان الأوروبية لم يقبض عليها أصلا للاتجار بها بل لإنقاذها من الغرق والجوع بسبب ذوبان كتل الثلج المتجمدة في القطب الشمالي جراء ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد انتهزت جمعيات الحفاظ على البيئة موجة البرد الحالية لحث الناس على زيارة حدائق الحيوان ومشاهدة الدببة وهي ترقص فرحا وتسعى من خلال فرحها هذا إلى إطلاق صيحة تجاه الإنسان لتغيير سلوكه مع الطبيعة والحيلولة دون انقراض حيوانات كثيرة تعيش اليوم في القطب الشمالي في مقدمتها الدب. وثمة اليوم قناعة لدى علماء المناخ بأن دب القطب الشمالي سينقرض حتما في غضون بضعة عقود في حال استمرار ذوبان جليد القطب المتجمد على وتيرته الحالية.