ليس غريباً أن يمارس الصهاينة جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني. وليس غريباً أن تعلن أمريكا تأييدها لإسرائيل. فالدولتان من الدول التي تمارس جرائم الحرب من منطلق القوة المطلقة. ولكن لماذا بدأت الحرب؟ السبب الأول أن هناك انتخابات إسرائيلية على الأبواب، ولأن الشعب الإسرائيلي متعطش للدماء فإن أفضل الطرق لكسب صوته هو سفك الدماء الفلسطينية بمبرر وبدون مبرر. ولئن كانت شعبية ليفني أو المستقيل أولمرت أو وزير الدفاع باراك متدنية قبيل المجازر إلا أنهم الآن يحظون بمزيد من الأصوات بعد أن ابتهج الناخب الإسرائيلي بمنظر الجثث والدماء. وكم يتمنى نتنياهو لو كان هو القاتل ومثل بقية القادة السياسيين لأنهم يعلمون أن أكبر عوامل الفوز في الانتخابات هو إرواء عطش الناخب الإسرائيلي للدماء. وسنرى نتائج ذلك في الانتخابات الإسرائيلية القادمة. السبب الثاني فلسطيني بحت. حماس بلغت نقطة الأَسن، والحصار القاتل شل كل شيء. المجتمع الدولي يتفرج على جريمة حصار الشعب الفلسطيني من دون حراك. حاولت حماس تحريك القضية الفلسطينية من خلال الحجاج الفلسطينيين ولكنها فشلت فكان لابد من دفع ثمن كبير يحرك القوى العالمية ويعيد تركيزها على الفلسطينيين. من هنا قررت حماس أن لاتجدد الهدنة وبدأت بإطلاق الصواريخ. حماس تعلم أنها لن تستطيع التصدي للهجوم الإسرائيلي. وحماس تعلم أن رد الإسرائيليين سيكون قاسيا، بل يمكن القول إن حماس كانت تتمنى أن يكون رد الفعل الإسرائيلي قاسيا. ولا أشك بأن قادة حماس يتفاخرون بتحقيق الهدف خلف الأبواب المغلقة. طبعا هناك من يحاول أن يستغل الوضع لتحقيق أجندة خاصة: @ حزب الله يندد بصمت العرب بينما يملك الحدود والصواريخ ولم يطلق صاروخا واحدا. نحن لانطالبه بإطلاق صواريخ لأن الشعب اللبناني سيدفع الثمن ولكننا نقول إن ما قاله عن القادة العرب ينطبق عليه وعلى حلفائه. @ إيران تحاول كسب التعاطف وصرف الأنظار عن برنامجها النووي. @ التيارات المتطرفة وليس القاعدة وحدها استغلت الوضع لتأليب الشباب ضد حكوماتهم وسيكون ما يحدث في غزة نعمة أهدتها إسرائيل إلى التيارات المتطرفة لأنه أصبح هناك مبرر ودافع جديد لتجنيد الشباب.