لم يكن لقاؤهما الأول عادياً.. فقد اجتمع الاثنان في واحد من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ هوليود (تايتانيك-Titanic) عام 1997ليصبحا الثنائي المحبوب الذي فتن ملايين المشاهدين حول العالم. كان "ليوناردو دي كابريو" ممثلاً شاباً وسيماً في الثالثة والعشرين عمره عندما حقق القفزة الأهم في حياته السينمائية، أما رفيقته الجميلة "كيت وينسلت" فكانت تصغره بسنة واحدة إذ لم تكد تبلغ عامها الثاني والعشرين حتى أصبحت نجمة مشهورة بفضل أدائها لشخصية الفتاة "روز" التي عشقت "جاك" على متن السفينة "تايتانيك". ورغم عظمة هذه النقلة في مسيرة النجمين الصغيرين إلا أنها لم تصبح حاجزاً نفسياً يعوقهما عن مواصلة النجاح مثلما حدث لممثلين آخرين عاشوا مثل هذه النقلات الكبيرة. وتاريخ السينما يسجل لنا أسماء ممثلين وممثلات اختفوا بعد ظهورهم في أفلام حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً مثل أبطال فيلم (قصة حب-Love Story) وفيلم (قصة الحي الغربي-West Side Story). والاستثناء الذي يقدمه "دي كابريو" و"وينسلت" في هذه الحالة أنهما لم يتوقفا عند عتبة (تاتيتانيك) ولا عند الأدوار الرومانسية التي انكبت عليهما بل تجاوزا ذلك نحو أفلام فنية مميزة حققا من خلالها حضوراً مدهشاً على مستوى الأداء. وبالنسبة لدي كابريو فقد ظهر منذ العام 1998في أدوار صعبة من أهمها دوراه في رائعتي سكورسيزي (الطيار- The Aviator) و(المغادر-The Departed). أما كيت وينسلت فهي أكثر تألقاً في العشر سنوات الماضية وسجلها في هذه الفترة يحمل أدواراً عظيمة في أفلام عظيمة مثل (اشراقة أبدية لعقل جميل-Eternal Sunshine of the Spotless Mind) و(العثور على نيفرلاند-Finding Neverland) و(أطفال صغار-Little Children). أما الفيلم الأخير الذي جمعهما سوياً للمرة الثانية بعد عشر سنوات، فيلم (الطريق الثوري)، فهو إثبات لقدرة النجمين الصغيرين على تجاوز عقبة التايتانيك.