يكثف القائمون على قضية المسؤولية الاجتماعية في الوقت الراهن، جهودهم الرامية الى تحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام و الخاص لتحمل المسؤولية الاجتماعية ومواجهة التحديات الجديدة التي تعترض المجتمع ودعم عملية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في ظل سعي الكثير من الشركات إلى احتلال موقع متميز على خارطة المسؤولية الاجتماعية. وتعكف الوزارات والجمعيات والمنظمات الخليجية المعنية على بلورة العديد من المقترحات الخاصة بمجال المسؤولية الاجتماعية ورفع الوعي العام بين مسئولي القطاع الخاص حول شتى المواضيع المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات فضلاً عن زيادة الوعي العام بها. ويبدو أن موضوع المسؤولية الاجتماعية في دول الخليج مقبل على مرحلة جديدة من الاهتمام خاصة بعد أن لوحظ وجود خلط في مفاهيم هذه الشركات بين الأعمال الخيرية والمسؤولية الاجتماعية ، غير أن الأمر البارز أن المسؤولية الاجتماعية للشركات أصبحت تحتل مكانة بارزة على قائمة جدول أعمال المؤسسات والهيئات الحكومية ، وأخذت بالانتشار بشكل متسارع في القطاع الخاص مما يجعلها من المواضيع الهامة لقطاع الأعمال الخليجي . وتشهد العاصمة السعودية الرياض في الأول من شهر فبراير المقبل ، انطلاق فعاليات الملتقى العلمي الأول بعنوان " الشراكة والمسؤولية الاجتماعية بين القطاعين العام و الخاص.. الواقع والمأمول"، والذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود. ويهدف الملتقى إلى إتاحة الفرصة للعاملين في الوزارة والأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة وكذا القطاع الخاص والباحثين والأكاديميين والمهتمين بهذا المجال لتبادل الخبرات وطرح الآراء للخروج بتوصيات عملية عن كيفية تحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام و الخاص لتحمل المسؤولية الاجتماعية ومواجهة التحديات الجديدة التي تعترض المجتمع ودعم عملية تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهيأت وزارة الشؤون الاجتماعية إمكاناتها لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال تنظيم هذا الملتقى العلمي المهم، حيث تم تشكيل اللجان المتخصصة للعمل والتنسيق مع الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص للبدء في الإعداد والتنظيم لهذا الملتقى وإخراجه بالشكل اللائق. ومؤخراً أقرت اللجنة العلمية للملتقى المحاور الرئيسية التي سيتم مناقشتها خلال فعاليات الملتقى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام في فندق الفيصلية بالرياض، وتشمل هذه المحاور: المسؤولية الاجتماعية "النشأة والمفهوم – الأهمية – الإستراتيجيات"، والمسؤولية الاجتماعية وقضايا التنمية المستدامة، والمعايير الأساسية للمسؤولية الاجتماعية، والمسؤولية الاجتماعية في المملكة، إضافة إلى عرض تجارب دولية وإقليمية في المسؤولية الاجتماعية. وسيحظى الملتقى بمشاركين محليين وإقليميين ودوليين، يعرضون تجاربهم لتتكامل الجهود وتتلاقح الأفكار للنهوض بهذا الجانب الوطني والإنساني. وفي الإمارات ، تنظم مجموعة أبوظبي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، المنبثقة من مجموعة الإمارات للمسؤولية وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، اليوم الثلاثاء مؤتمر أبوظبي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات بمشاركة مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة ونخبة من كبار المتخصصين في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، وذلك بالتزامن مع ملتقى العطاء العربي الثاني، وذلك في فندق قصر الإماراتبأبوظبي. ويشارك في المؤتمر هذا العام 50 محاضراً من 20 دولة سيناقشون البرنامج المقسم إلى أربعة أقسام بناءً على المبادئ الأربعة الأساسية لمسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع هي الترويج لمسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع في أماكن العمل ومنح مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع مكانتها في السوق والإسهام تجاه المجتمع وإبراز المشكلات الصحية والبيئية وأثرها في الأعمال. وقال محمد راشد الهاملي مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي إن المؤتمر سيستعرض أبرز التجارب المحلية والإقليمية والدولية في مجال تطبيق المسؤولية الاجتماعية، كما سيعمل الملتقى على بلورة الوعي العام بين مسؤولي القطاع الخاص حول شتى المواضيع المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات فضلاً عن زيادة الوعي العام بها. من جهتها قالت موزة العتيبة المديرة التنفيذية لمركز ابوظبي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات إن المؤتمر يهدف إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية في مؤسسات الدولة الخاصة إضافة إلى إتاحة الفرصة للعاملين في القطاعات الحكومية ذات العلاقة لتحفيز التنمية المجتمعية وذلك لتحمل المسؤولية الاجتماعية لمواجهة التحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع ودعم عملية تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقالت المديرة التنفيذية لمركز أبوظبي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: سيتحدث في أعمال المؤتمر عدد من رؤساء مجالس إدارة منظمات الأعمال، كما سيناقش المؤتمر الخبرة الإقليمية والدولية في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، بالإضافة إلى أنه سيتم استعراض لانتقال مفهومها نحو مواطنية الشركات. ودعت منى الجابري نائبة مساعد المدير العام لقطاع العلاقات التجارية في غرفة تجارة وصناعة ابوظبي إلى الارتقاء بدور ومساهمة مؤسسات وشركات القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية والأنشطة الإنسانية ومساعدة البيئات المحلية والمحافظة على البيئة وروح المكان تعميقاً لمواطنة الشركات وانتمائها لمجتمعها المحلي. والكويت ليست بمعزل عن الجهود الخليجية في هذا المجال ، إذ يستقطب المؤتمر الثالث للمسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات الذي تنطلق فعالياته في الكويت يناير المقبل، اهتمام العديد من المسؤولين في الشركات العالمية العاملة في مجال بحوث واستشارات وتقارير المسؤولية الاجتماعية. ويحظى المؤتمر الثالث للمسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات في الكويت بدعم برنامج الأممالمتحدة الإنمائي- فرع الكويت ومساندته، وذلك للمرة الثالثة على التوالي. وسيناقش هؤلاء الخبراء الازمة الاقتصادية والمالية العالمية وأثرها على المسؤولية الاجتماعية للشركات وكيف يمكن للشركات ان تتفاعل مع هذه الازمة وتخرج منها بأقل خسائر ممكنة خاصة وانه يتوقع ان تستمر هذه الازمة الى نهاية 2010 وهو ما يخلق العديد من التحديات أمام الشركات.