يقول الباحث الأكاديمي اللبناني طارق متري في كتابه الجديد «مدينة على جبل؟ عن الدين والسياسة في أمريكا» إن التحالف الراهن بين الانجيليين المحافظين الجدد وجماعات الضغط «اللوبي» اليهودية ليس زواجا كاثوليكيا. وفي رأيه أن هناك انقساما بين الجماعات البروتستانتية الامريكية المحافظة في شأن اسرائيل «فالبروتستنانتية الأمريكية ليست مسيحية متهودة كما يقول البعض بخفة خطيرة ولا كل الانجيليين المحافظين صهاينة كما يستهل قوله البعض الآخر» ولا كل الانجيليين أصوليون. ويصح وصف كتاب متري بأنه من الدراسات الدقيقة والشاملة القليلة في العربية بين عدد كبير من الكتب التي صدرت خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة وتناولت هذا الموضوع. عنوان الكتاب مثل عن استعمال المتدينين من الامريكيين تعابير ومصطلحات من الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد. فالقوى الدينية المحافظة تشدد على فكرة الشعب المختار وهو هنا الامريكي وتضفي طابع القدسية على نصوص امريكا التأسيسية. أما العنوان فمأخوذ من خطبة السيد المسيح التي قال فيها مخاطباً تلاميذه «أنتم نور العالم. لا تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال بل على المنارة ليضيء للجميع». وقد شاع استعمال هذا القول في الحياة الامريكية منذ ان اعتمده جون وينثرب مستنهضاً الذين ابحروا معه من انجلترا نحو الأرض الجديدة. كتاب متري الذي جاء في 183 صفحة متوسطة القطع صدر عن «دار النهار» في بيروت. كتب مقدمة الكتاب السياسي والدبلوماسي السابق غسان تويني رئيس تحرير صحيفة النهار. قال تويني إن دار النهار «لجأت إلى الدكتور متري الذي تجتمع في شخصيته مكونات ثلاثة اضافة الى خبرة فريدة طويلة عبر ادارة قسم الحوار بين الديانات في مجلس الكنائس العالمي وهي معرفة عميقة باللاهوت المسيحي» اذ انه استاذ هذه المادة في جامعة البلمند اللبنانية» وتأهيل فلسفي وعلم سياسي وسوسيولوجي اكتسبه من دراسته في عدة جامعات أوروبية وأمريكية .. وحقبة تدريس في جامعة هارفارد «الامريكية» حول حوار الثقافات خصوصاً من المواقع الاسلامية والمشرقية». الكتاب المكثف يعرض الفئات الدينية الكثيرة والمتنوعة في الولاياتالمتحدة. ولاعطاء فكرة عن مدى اتساع هذا الامر ينقل متري في هذا المجال عن تقرير لمعهد دراسة الدين الامريكي نشر في «موسوعة الاديان الامريكية» عام 1988 جاء فيه ان هناك 1586 جماعة دينية في الولاياتالمتحدة منها 700 جماعة وصفت بأنها «غير تقليدية» وبينها عدد يعتمد على تلفيقه تجعله يقتطع اجزاء من اديان مختلفة وما يناسبه من روحانيات متعددة ويتبناها وينتسب إليها.