إنها مجرد ماسحة ضوئية إلكترونية، لا أكثر، تلكم التي تبدو كأنها ضرب من كوابيس الخيال العلمي - بيد أن ثمة خبراء يصفون تلك الماسحة الجديدة التي تستطيع قراءة الأفكار بأنها تمثل الخطوة القادمة على طريق مكافحة "الإرهاب". فضلاً عما تقدم، فإن مبتكري الماسحة يزعمون أن ظاهرة احتشاد صفوف المسافرين في المطارات سوف تختفي إلى الأبد بفضل تلك الماسحة التي ستفضي كذلك إلى وضع حد لحظر السوائل. وفوق هذا وذاك، فإن الماسحة المذكورة تحتوي على وحدات استشعار متطورة يمكن استخدامها لأخذ قراءات درجة حرارة الجسم وضربات القلب ومعدلات التنفس حيث يؤدي تحليل تلك العوامل مجتمعة إلى تمكين الجهات الأمنية من تحديد من يشتبه في أنهم من الإرهابيين الذين يتم إيقافهم للمثول للاستجواب والخضوع للكشف مرة أخرى عن طريق الماسحة الضوئية بما في ذلك التصوير المقطعي الدقيق لتفاصيل حركات الوجه. وبمقدور الجهاز المذكور أيضاً قراءة الحركات الدقيقة للنشاط العضلي مما يفضي إلى تقديم المزيد من المؤشرات عن النوايا الإجرامية. وحتى الآن يستطيع ذلك الجهاز التعرف على سبعة انفعالات أولية ومؤشرات انفعالية. وفي نهاية المطاف سيحتوي الجهاز على وحدة يكون بوسعها تحليل حركات الجسد بالإضافة إلىِ ماسحة لتصوير العين وقارئة "فيرومون (Pheromone المادة الكيميائية الحافزة للاستجابة السلوكية الطبيعية أو التي تؤثر في السلوك ووظائف أعضاء الجسم)". ولعل الأهم مما تقدم هو أن مطوري الجهاز قد برمجوه بحيث يتسنى التعرف على الفرق بين الشخص الذي يشعر بمجرد ضغوط نفسية وذلك الذي يحتمل أن يكون إرهابياً؛ إلا أنه توجد مخاوف حقيقية من أن الجهاز من شأنه انتهاك الخصوصية انتهاكاً صريحاً وصارخاً. يشار إلى أن الجهاز الذي أطلق عليه مصمموه وصف "مال إنتنت (MALINTENT)" قد تم تطويره من قبل وزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة (قسم العوامل البشرية، إدارة العلوم والتقنية) وهو مركب داخل مختبر فحص متنقل بحجم الشاحنة المقطورة. وقد شارك (144) متطوعاً في الاختبارات الأولية الرامية إلى التأكد من كفاءة الجهاز ومدى فعاليته. ووفقاً لمحطة فوكس نيوز، فقد أعرب الخاضعون للفحص عن اعتقادهم بأنهم كانوا يمرون عبر مدخل ولا توجد أي دلالة على أنهم خضعوا للكشف عن طريق التصوير بالمسح الضوئي. وقد تحدث بوب بيرنز مدير المشروع قائلاً: "إذا قمت بالتركيز على النظر إلى الشخص فإنه لا يساورك القلق بشأن اكتشاف الجهاز نفسه. فهو لا يتهكن بهويتك ثم يصدر الحكم وإنما فقط يقدم تقييماً للأوضاع والأحوال. إنه يقوم بتحليلك على ضوء بيانات إحصائية أساسية عندما تمر عبر المدخل ويتولى قياس الاستجابات وردود الفعل عندما تقترب وتمر عبر البوابة". ويقول مطورو الجهاز إن المعلومات لا يتم الاحتفاظ بها بعد مرور الركاب عبر البوابة. ففي هذا الصدد يردف بيرنز قائلاً: "إن بياناتك يتم التخلص منها. فالمعلومات لا يتم حفظها كما أنها لا تقتفي أثرك حتى تتعرف على شخصيتك وتعرف من أنت". ويطلق على الجهاز مسمى (فاست) أي التقنية المستقبلية للكشف عن الصفات المميزة (Furure Attribute Screening Technolgy زFASTس) حيث تسمح للمسافرين باجتياز الإجراءات الأمنية في غضون دقيقتين إلى أربع دقائق. ولما كان الماسح الضوئي يعنى بالكشف عن المكنونات من النوايا لا المحمولات من الأجهزة على حد زعم مطوريه، فإن هؤلاء المطورين يأملون أيضاً في أن يفضي إلى رفع الحظر عن حمل السوائل على متن الطائرات. هذا ويتوقع أن يتم استخدام الجهاز فيما بعد في الملاعب الرياضية ومراكز التسوق بالإضافة إلى المطارات.