العمل التطوعي أو أعمال التطوع مهمة جداً لكل مجتمع لأنها تعتبر مكملة للأعمال الرسمية التي تقدم لخدمة أفراد المجتمعات. والدين الإسلامي الحنيف قد حثنا على التطوع وذكر لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بعضاً من صوره، ولعلنا نستشف ذلك من مقولته عليه الصلاة والسلام بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فإماطة الأذى تعتبر عملاً تطوعياً يقوم الفرد فيه برفع أو إزالة أذى وقع بالطريق وهو ليس مسؤوليته الأساسية ولكنه عمل تطوعي يؤجر عليه من الله سبحانه وتعالى. المفهوم أولاً، مع المقدمة أعود هنا لأذكر بمفهوم العمل التطوعي وكيفية القيام به وتقديم الإنجازات عن طريقه. العمل التطوعي هو عبارة عن عمل أو أعمال يقوم بها الفرد بدافع ذاتي لخدمة المجتمع وأفراده، في أحد المجالات التي تهم ذلك المجتمع وأفراده. والعمل التطوعي إذا قام على أسسه الصحيحة فإن نتائجه ستكون باهرة وكذلك سيعكس صورة ترابط ذلك المجتمع، وهنا لا بد لي من أن أوجه الشكر لكل متطوع خدم مجتمعه بالمفيد وساهم في تقدمه ولعلي أذكر ببعض النقاط التي اعتبرها برأيي المتواضع أنها جداً مهمة لكل من تطوع أو أراد أن يتطوع لخدمة مجتمعه لكي يكون العمل التطوعي ذا نتائج مميزة، والنقاط هي: أن يكون المتطوع ملتزماً بالعمل ومواعيده وبمعنى آخر مستمتعاً بجمال العمل الذي سوف يقوم به، فمثلاً إذا طلبت المؤسسة أو الهيئة من الشخص أداء عمل ما فيجب أن يلتزم بأداء ذلك العمل وكذلك إذا كان مطلوبا منه الحضور في ساعة معينة فإنه يجب أن يفعل ولا يتململ بهذا الانضباط لأن تحديد الهدف والعمل من أجله في تلك الساعات المحددة سيؤدي حتماً إلى النجاح في ذلك العمل. 2- العمل التطوعي مكان أو مجال للإبداع، لأن الشخص هو من يحدد العمل الذي يريد أن يساعد مجتمعه فيه ولم يفرض عليه فرضاً كالعمل الرسمي. 3- من أراد العمل التطوعي لا بد له من أن يحدد الأهداف التي يريد تحقيقها من خلال ذلك العمل، فوضوح الأهداف يؤدي إلى النجاح، وهنا لا بد أن أشير الى أن من أراد أن يستفيد من العمل التطوعي في مجال البهرجة وتسليط الأضواء فيجب عليه أن يتقي الله ويعمل جاهداً لمساعدة الناس في مجتمعه ويكون هذا هو الأساس. 4- العمل التطوعي مجال يتبع الالتزام خصب للعمل الجاد وأنصح الاخوة المتقاعدين للاتجاه لهذا العمل لكي يبقوا على صلة متفاعلة مع المجتمع وكذلك لصرف جزء من طاقاتهم فيه ليس ذلك فحسب بل من خبراتهم سيستفيد العمل التطوعي وسيتطور. 5- العمل التطوعي يعبِّر عن ثقافة المجتمع ومدى تلاحمه في حل قضاياه، وهذه الثقافة يجب أن تنقل من جيل إلى آخر بالصورة السليمة وكذلك ترسيخ مبادئ العمل التطوعي لدى النشء لإشعارهم بأهميته وإشراكهم في بعض الأعمال لكي يستمر هذا العمل على مدى الزمن. 6- على المؤسسات والهيئات المهتمة بالعمل التطوعي وخدمة المجتمع إيضاح برامجها ومجالاتها وحث أفراد المجتمع للمشاركة في تلك البرامج. آمل من كل فرد محب لمجتمعه أن يحاول أن يخدم ذلك المجتمع ويقدم أفضل ما لديه لكي يصبح فرداً نافعاً لمجتمعه ولكي يحظى بالأجر والمثوبة من الله عزّ وجلّ، وأسأل الله لنا ولكم الأجر وأن نكون أفراداً صالحين في مجتمعاتنا. @ جامعة الملك سعود - كلية التربية البدنية والرياضة