حملت ميزانية الدولة في طياتها لهذا العام الخير والعطاء لهذا الوطن وأهله جاء ذلك في قرار مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الاثنين 1429/12/24ه وتمثل هذه الميزانية اعلى ميزانية في تاريخ المملكة وذلك بفضل الله ثم بما تبذله القيادة الحكيمة من جهد واخلاص وعمل دؤوب في الرقي بهذا الوطن واعزاز شعبه بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين. ان معطيات هذه الميزانية ما هي إلا ثمرة جهد متواصل ومتابعة دائمة من لدن ولاة أمرنا حفظهم الله الذين صنعوا - بتوفيق الله - هذا المجد المشرق والكيان الشامخ كيف لا، وهذا الوطن هو دار التوحيد ومتنزل الوحي ومنطلق الرسالة ومأرز الايمان ومأوى أفئدة المسلمين، فبلادنا - بحمد الله - تعيش في نعم عديدة وخيرات وفيرة من اجلها وافضلها واعظمها نعمة الإسلام والهداية إليه، فحصل بهذه الهداية الأمن والاستقرار واجتماع الكلمة وتآلف القلوب على المحبة والاخاء، والترابط والتعاون. اوضحت هذه الميزانية التي اعلنها خادم الحرمين الشريفين بجلاء لا غموض فيه قوة المؤشر للاقتصاد السعودي، وثباته بكل قوة واقتدار، في ظل المتغيرات الاقتصادية المعاصرة وفي وقت تعيش فيه كثير من مؤسسات الاقتصاد العالمي في أمواج متلاطمة في الاضطراب وبعضها قد وصل إلى مرحلة الافلاس، وهذا يدل على أهمية الرجوع إلى دائرة التعامل الإسلامي في مجالات الاقتصاد كلها وان ذلك يدل على أهمية الوحيد لكل المشكلات التي يعيشها العالم اليوم وفي ذلك عصمة من الخسف المالي أو المحق التجاري، لأن أي تعامل اقتصادي بعيد عن تعاليم الإسلام فمآله إلى الضعف وذهاب البركة والوقوع في الآفات ونزع البركات، مهما بلغ من القوة والنماء كما أخبر الله تعالى في كتابه بقوله سبحانه (يمحق الله الربا ويربي الصدقات). وجاءت هذه الميزانية المباركة لتبرهن المنطلقات الشرعية التي مكنتها من الثبات بل من الزيادة والنماء وبرهنت كذلك على متانة الاقتصاد السعودي وقوته لأنه منطلق من قواعد الشريعة وهداية الإسلام، التي من الله بها علينا في هذه البلاد، في ظل قيادة حكيمة وراشدة تسعى بكل طاقاتها وجهودها وأعمالها في تطبييق شريعة الإسلام والدعوة إلى هذا الدين الحنيف، الذي فيه النجاة من الشرور، والعصمة من الضلال، والسعادة في الدنيا والآخرة. فاقت الميزانية المباركة في عرضها كل تصور حيث اشتملت في أكثرها على مشاريع تنموية لخدمة هذا الوطن، وسوف تساهم في تنمية وتطوير مشاريع التنمية، وتحقيق تطلعات كل قطاع وهذا يمثل المسار الصحيح للرقي والتقدم في المجتمع، وتحقيق الامنيات فيما يحقق النفع العام والخاص. وقد حظي قطاع التعليم بحظ وافر من الخير والعطاء في هذه الميزانية ومنها مؤسسات التعليم العالي، وجاءت ميزانية جامعة الإمام على قدر كبير تحمل في طياتها مبشرات تدل على اهتمام القيادة بهذه الجامعة لتواصل نجاحاتها وتحقق تطلعاتها في التعليم وخدمة المجتمع والبحث العلمي، لأن جامعة الإمام حسنة من حسنات هذه الدولة السنية تهدف الى نشر العقيدة الصحيحة، واحياء علوم الكتاب والسنة، والدعوة إلى منهج السلف الصالح الذي تميز باليسر والعدل والوسطية والرحمة والاحسان. حفظ الله لنا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وأمدهم بعونه وتوفيقه. والله ولي التوفيق @ وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية