لم يكن مبررا غياب منتخبنا الوطني للكرة الطائرة عن منافسات البطولة العربية ال16والتي احتضنتها البحرين، كما ليس مقنعا أن يتخلف المنتخب أيضا عن الحضور في بطولة الخليج المصاحبة ل(خليجي 19) والتي ستنطلق في سلطنة عمان. وحين نقول أن الغياب في كلتا البطولتين لم يكن مقنعا وليس له ما يبرره، فإننا نستند في ذلك على التصريحات التي خرج بها أمين عام الاتحاد صالح القاسم الذي أرجع الغياب في البطولتين على عشوائية برامج الاتحاد العربي، وإلى الظلم الذي يحيق ببطولات الخليج المصاحبة للدورات كرة القدم. فالعشوائية التي رمى بها الاتحاد العربي الذي يعد هو أحد أعضائه، حيث يمثله في اللجنة الفنية ليست وليدة اليوم، فضلا عن أن فاصل ال 40يوما الذي برره كان كافيا لإعداد المنتخب إذا ما علمنا أن الاحترافية التدريبية والإدارية تعتمد اليوم نظام المعسكرات القصيرة لاسيما إذا كانت تلك المعسكرات في وسط الموسم، أما الاستناد في التبرير على الشركة المالكة لحقوق الدوري فهو مبرر غير مقنع إذ كان ينبغي على الاتحاد أن يرتب أوضاعه مع الشركة على أي طارئ لاسيما إذا كان هذا الطارئ يتعلق بمصلحة منتخب الوطن. أما تعليق الاعتذار عن البطولة الخليجية الحالية على مشجب كرة القدم التي يرى القاسم أنها تسحب البساط عن بطولات الألعاب الجماعية فهو مبرر أضعف من سابقه، فيكفي أن نعرف أن البطولات الخليجية في كافة الألعاب الجماعية غالبا لا تحظى بذاك الحضور المقنع، ثم إن منافسات الكرة الطائرة في السعودية لا تحظى بالاهتمام الجماهيري إلا في مواجهات الهلال والأهلي وفيما عدها فإن بقية المباريات يكاد يقتصر الحضور فيها على الفريقين ومسيري المباراة ما يعني أن الأمر معتاد عليه لدى المعنيين بالكرة الطائرة. ولعل ما يزيد من ضعف حجة أمين عام الاتحاد الذي حرص على التواجد في البطولتين كعضو في لجنتيها هو انه لم يتحدث عن الخسارة الفنية للمنتخب جراء هذا الغياب خصوصا وأن لاعبي المنتخب يعانون من ضعف الاحتكاك نتيجة لضعف الدوري، ولوجود الفوارق الفنية الكبيرة بين فريقي الهلال والأهلي وبقية الفرق الأخرى، وهو ما يعني أن المنتخب الأول كان سيجني فائدة فنية كبرى جراء الاحتكاك في البطولتين ما سيضع أقدامه مبكرا على عتبات الإعداد للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، أو من خلال منح الفرصة للمنتخب الرديف أو ( الأولمبي) للمشاركة لإعداد صف ثان أسوة بمنتخب كرة اليد الذي سيلعب قريبا على محوري كأس العالم والبطولة الخليجية بمنتخبين مختلفين، وهو ما يجعلنا نستنتج أن الغياب عن البطولتين لا يعدو كونه هربا للأمام خشية النتائج السلبية في بدايات عمل الاتحاد في دورته الجديدة.