دعت رابطة العالم الإسلامي المسلمين في كل مكان للتأسي بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، والاستفادة من دروس هجرته وأصحابه إلى المدينةالمنورة، مؤكدة على أهمية التراحم والتناصر والتضامن والتكافل والتعاون بين المسلمين حكومات وشعوباً، وطالبت الأمة بوحدة الصف، وبالعمل المشترك لمعالجة المشكلات والتحديات التي تواجهها، وخاصة لحل مشكلات فلسطين والعراق والصومال وغيرها من مشكلات الشعوب والأقليات المسلمة في العالم، وأعربت عن شديد الألم الذي أصاب المسلمين في العالم بسبب المجازر الإسرائيلية الوحشية في غزة. جاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بمناسبة بدء عام هجري جديد، طالب فيه الشعوب والحكومات الإسلامية بالتقيد بأوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله وتحكيم الشريعة الإسلامية في مختلف مجالات الحياة، والحذر من اتباع الهوى والافتتان به مبيناً أن عزة المسلمين لا تكون إلا بالتقيد بأحكام الإسلام، ودعا الأمة إلى نصرة شعب فلسطين والعمل الجاد لإنقاذ سكان غزة من عدوان إسرائيل. ونبه معاليه المسلمين إلى أهمية دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والتعمق في فقهها وفهم دروسها، وربط الأجيال المسلمة بمعانيها العظيمة، وجعلها القاعدة الصلبة في إقامة المجتمع الإسلامي المبني على طاعة الله ورسوله، والدفاع عن صاحب الرسالة الخاتمة، محمد صلوات الله وسلامه عليه، وتعليم سيرته للأجيال المسلمة، وقال: إن سيرته صلى الله عليه وسلم مدرسة كاملة للمسلمين، ينبغي عليهم الاستفادة منها والتأسي بها وأوضح أن في السيرة النبوية منهجاً عظيماً، أخذ منه سلف الأمة عبراً قيمة، ولابد للمسلمين وهم يواجهون في هذا الزمن تحديات كبرى وعدواناً على بعض شعوبهم، من الاستفادة من تلك الدروس التي استفاد منها أجدادهم، إذ لا عزة لهم إلا بالعودة إلى الله، والتمسك بشريعته، وتطبيقها في إطار من التعاون الإسلامي الشامل، والعمل المشترك بين الحكومات والشعوب، لإنجاز كل عمل صالح ومفيد وبيّن د. التركي أن المسلمين بتقيدهم بشرع الله، ونشر مبادئ الإسلام على البشرية، يقدمون للعالم خدمات حضارية جليلة، تسهم في تخليصه من التخبط العقائدي والسلوكي، كما تسهم في حل مشكلاته التي يعاني منها، مثل مشكلات الأمن والسلام وقضايا البيئة، ومسألة الفقر وتحرير الإنسان من عبودية غير الله، ومنحه حقوقه كاملة، ودعا معاليه شعوب العالم إلى الاستفادة من مبادئ الإسلام ومن تشريعه العادل، الذي كفل الحقوق الإنسانية ، وقال: إن على المسلمين أن يجتهدوا في تعريف البشرية بالإسلام وما جاء فيه من منافع عظيمة للإنسانية باعتباره رسالة عالمية للناس جميعاً ودعا معاليه المسلمين في كل مكان أن يوضحوا للعالم الحلول الإسلامية لمشكلات الإنسان في هذا العصر الذي يسوده القلق والتوتر، وانتشار الموبقات وتفشي المخدرات، والانحلال الخلقي وشيوع الصراعات التي تخل بالأمن الاجتماعي للشعوب الإنسانية، وأكد أنه لابد من إبراز الجانب الأخلاقي في الإسلام والتعريف به، مشيراً إلى أن تعريف الشعوب الأخرى بمبادئه الخلقية يجذبها إلى الإسلام ويُعرّفها بحاجة البشرية إليه، فقد بعث عليه الصلاة والسلام لإتمام مكارم الأخلاق، وتعليمها للناس جميعاً . وأهاب معاليه بالحكومات والشعوب الإسلامية أن تتواصل فيما بينها، وأن تنسق جهودها في الدفاع عن مصالح الأمة، من خلال صيغ العمل الإسلامي المشترك، وأن تبذل الجهود المخلصة، وتقدم المبادرات الحازمة لمعالجة قضايا شعوبها وعلى رأسها قضية شعب فلسطينالمحتلة، مذكراً بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تضيّق الحصار على شعب فلسطين الصابر، ولاسيما في قطاع غزة الذي أمطرته بوابل كثيف من أسلحتها الفتاكة. وقال: إن رابطة العالم الإسلامي التي يؤلمها ما يحدث في فلسطين من الانتهاكات الظالمة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية، تطالب الدول الإسلامية بتقديم كل دعم ومساعدة لشعبها، وتدعو الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم ونبذ الفرقة والخلاف، والاتفاق على صيغ مشتركة للعمل الوطني. وفيما يتعلق بالعراق وما يجري فيه، حذر معاليه من خطورة الفتن الطائفية على وحدة شعب العراق ووحدة أراضيه، وطالب العراقيين جميعاً بالحذر من مغبات الفتن، ودعاهم إلى التآلف والوفاق في إعادة بناء وطنهم، وأهاب بالدول الإسلامية لدعم وحدة العراق، وبذل الجهود لإنهاء الفتنة فيه، وتقديم المعونة اللازمة لشعبه، وتكثيف جهود الإغاثة لتلبية حاجة الجوعى والمنكوبين، بسبب ما يجري في هذا البلد المسلم. وفي ختام البيان دعا د. التركي الله العلي القدير أن ينصر دينه، ويعلي كلمته ويهدي المسلمين إلى عمل ما يصلح دنياهم وآخرتهم، إنه سميع مجيب. وشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود جهودهما في جمع كلمة المسلمين وإسهامهما الكبير في حل مشكلاتهم، مشيداً بمبادرات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية والدولية لإنقاذ أهالي غزة من مجازر إسرائيل، وتوجيهه بمعالجة الجرحى في مستشفيات المملكة إلى جانب تقديم المساعدات العاجلة لغزة المنكوبة