من الأفلام المرشحة في الغولدن غلوب عن فئة أفضل فيلم أجنبي، يأتي الفيلم الإيطالي المثير للجدل (غومورا - Gomorrah) الفائز بالجائزة الكبرى من مهرجان كان السينمائي، والذي هيمن مؤخراً على جوائز الفيلم الأوروبي لعام 2008حاصداً الجوائز الرئيسية كأفضل (فيلم وإخراج وسيناريو وممثل). ويعرض الفيلم الذي أخرجه الايطالي ماتيو غاروني قصة واقعية عن عصابة مافيا ايطالية، تسيطر على اقتصاد المدينة وتتحكم بسكانها بشكل مخيف، وهذه القصة كتبها روبرتو سافيانو (البالغ من العمر 29عاماً فقط) في كتاب يحمل نفس عنوان الفيلم، صدر في عام 2006وأثار جدلاً واسعاً وحقق أرباحاً كبيرة، وهذا ما جعل من هذا الشاب، أي سافيانو، يقف أمام أخطر عصابة في العالم، مازالت تملك نفوذها في ايطاليا، حيث أن المافيا أعلنت انزعاجها من هذا الكتاب، لكن على طريقتها الخاصة، وهي إرسال تهديدات بالقتل من الزعماء أنفسهم الذين تطرق لذكرهم في الكتاب، وكذلك في الفيلم، وهو ما اضطره بأن يطلب حماية الشرطة وأن يغير مكان سكنه!. أحداث الفيلم تقع في مدينة نابولي، في جنوب ايطاليا، ويتحدث عن عصابة غومورا، التي تعود أصولها إلى جزيرة صقلية، الموطن الأصلي لعصابات المافيا، حيث يطلعنا الفيلم على خفايا هذه العصابة وما اقترفته من وحشية وجرائم لكي تسيطر على المدينة، وتصور لنا هذه الدراما الكابوس التي تعيشه مدينة نابولي، حيث نجد نمطين متناقضين من الحياة، الأولى نرى فيه نابولي المدينة المتمدنة التي يعيش فيها مجتمع متحضر، والأخرى نرى عالم الجريمة والعصابات والسفاحين، كل هذا في إطار من التشويق والإثارة. روبرتو سافيانو، الذي باع حوالي مليوني نسخة من كتابه حول العالم، وبلغات مختلفة، لم يحلم عند كتابته لهذه الرواية أن تحقق مثل هذه النجاحات الكبيرة، وأن تحول إلى السينما أيضاً، وأن يحقق من النجاحات الفنية بقدر ما حققه الكتاب من نجاحات تجارية، وأن يحقق مثل هذه الشهرة ويترشح لجائزة الغولدن غلوب، ويحصد جوائز عالمية في مهرجانات متعددة، وهذا ما قد يجعل من رأسه مطلوباً أكثر من أي وقت مضى، وربما ينضم المخرج معه في قائمة المطلوبين لدى المافيا.