مع المأزق الدولي والتوسع العسكري ومع سياسة الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش الذي حاول ان يضرب شرق أوروبا بغرب أوروبا عبر تشجيع توسيع حلف الناتو ليشمل دول شرق أوروبا مستخدماً الهواجس والمخاوف التاريخية لدول شرق أوروبا من غرب أوروبا من جانب، ومن روسيا من جانب آخر وهنا فإنه استطاع ان يجعل أوروبا الشرقية حلبة سباق بين الاطماع الاقتصادية والاستراتيجية لكل من دول غرب أوروبا المهمة من جانب، وبين روسيا من جانب آخر.. وعلى صعيد آخر فإن الرئيس الأمريكي المنصرف بوش حاول ضم أعداد اكبر من دول أوروبا الغربية الى الوحدة الأوروبية بدفع من بريطانيا ودول أوروبية اخرى كان الهدف منها إرباك المسيرة الأوروبية وتقسيمها حيث ان هواجس أوروبا الشرقية السياسية والاستراتيجية والاقتصادية كانت مختلفة الى حد كبير عن هواجس أوروبا الغربية وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية اوجدت هذا التغيير من اجل ان تشبع الهواجس الأوروبية الشرقية وبالتالي تقسم توجهات واهداف الدول الأوروبية وليس الدرع الصاروخي في بولندا وهنغاريا ومحاولة إدخال اوكرانيا وجورجيا الى حلف الناتو الاّ تحت مفهوم الإرباك. الذي حدث ان مفهوم الوحدة الأوروبية مع الازمة الاقتصادية وضعف القرار الأمريكي دفع الدول الأوروبية التقليدية الى الرجوع الى اهدافها الاستراتيجية الوطنية والعمل على القيادة الأوروبية بنفس الادوات السابقة لكن داخل الاطار البرلماني والمؤسسات الأوروبية. ان ما يمكن ان يشهده العقد القادم في أوروبا هو صراع حول الزعامة الأوروبية داخل أوروبا او تكتل زعامي بين مجموعة دول لديها وجهة نظر تختلف عن الدول الاخرى التي تعمل على تشكيل تكتل مقابل. وهنا يفتح المجال للتدخل الخارجي ليس فقط من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية بل من جانب روسيا على مستوى الطاقة والأمن الاستراتيجي او من قبل الصين واليابان على المستوى الاقتصادي والمالي.