سعادة رئيس تحرير جريدة "الرياض" الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على المقال المنشور في جريدتكم الموقرة العدد 14759الصادرة يوم الخميس 22111429ه للكاتب الأستاذ فهد الصالح تحت عنوان "التجديد العمراني للقرى التراثية إبرازاً للهوية المحلية وحفاظاً على التاريخ" المتضمن الإشارة إلى مبادرات بعض محافظات ومدن المملكة في مشاريع ترميم وإعادة إعمار القرى التراثية والبلدات القديمة. ونود أن نعرب عن تقديرنا للكاتب على اهتمامه بالكتابة حول أهمية التراث العمراني وتنميته على المستوى الوطني، كما نود الإشارة إلى بعض أهم الجوانب ذات العلاقة بالتراث العمراني وخصوصاً برنامج القرى التراثية والجهود المبذولة في ذلك. إن العناية بالتراث العمراني تُعَدُّ ضرورة وطنية وحضارية، لمساهمته في إبراز هوية المجتمع وعراقة تاريخه، ولكونه مصدراً لاستلهام الماضي من أجل صياغة الحاضر والمستقبل، ولا تأتي المحافظة على التراث العمراني من منطلقات فحسب، وإنما لها دلالات أعمق من الناحية الاقتصادية والعمرانية وتأكيداً لاستمرار تفاعل المجتمع وحيويته، وتمسكه بعناصر هويته ومكامن قوته وتميزه، وانطلاقاً من أهمية التراث العمراني ودوره في التنمية السياحية فقد قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بتبني برنامج للمحافظة على التراث العمراني يعنى بتنمية مراكز المدن التاريخية والقرى والمباني التراثية والأسواق الشعبية وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالتراث العمراني، وكان من أهم إنجازاته: @ إيقاف إزالة المباني التراثية إلا بعد الرجوع للهيئة للتأكد من أهميتها من الناحية السياحية والعمرانية. @ تنظيم زيارات ميدانية للمسؤولين في الأمانات والبلديات للاطلاع على التجارب الناجحة في مجال توظيف التراث العمراني اقتصادياً، (ايطاليا، فرنسا، مصر). @ العمل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارات المناطق والجهات ذات العلاقة على برنامج لتنمية القرى التراثية. حيث تم - كمرحلة أولى - اختيار خمس قرى وبلدات هي (البلدة القديمة بمحافظة الغاط، بلدة العلا القديمة، بلدة جبة بمنطقة حائل، قرية رجال ألمع بمنطقة عسير، قرية ذي عين بمنطقة الباحة)، وكإحدى الوسائل الهامة للتمويل تبنت الهيئة إنشاء صندوق لتنمية القرى التراثية للصرف منه على المشاريع التي تسهم في إعادة تأهيل القرى التراثية. @ العمل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات ذات العلاقة على تطوير عدد من مراكز المدن التاريخية ومنها: مشروع تطوير وتأهيل الدرعية القديمة، مشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على جدة التاريخية وتنميتها، ومشروع تطوير عدد من مراكز مدن ساحل البحر الأحمر (ينبع، ضباء، أملج، الوجه) بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ومشروع تطوير وسط مدينة تيماء، ومشروع تطوير وسط مدينة الهفوف، ومشروع تطوير وسط مدينة المجمعة. @ العمل بمشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية على تطوير عدد من الأسواق الشعبية القائمة (سوق القطيف، سوق المخواة، سوق الخوبة بجازان، سوق محايل عسير الشعبي، السوق الشعبي بمدينة حائل، سوق ظهران الجنوب الشعبي، سوق القوز الشعبي، سوق النعيرية الشعبي). @ العمل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية على إعداد مواصفات ترميم المباني التراثية الطينية والحجرية. وفيما يخص إعادة تأهيل بلدة أشيقر القديمة فإن الهيئة تنظر بكثير من الثناء والتقدير للجهود التي يبذلها المجتمع المحلي في تطوير البلدة، والهيئة تدعم المجتمع المحلي والجهات ذات العلاقة في تنمية البلدة وتوظيفها اقتصادياً، ولقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار بزيارة البلدة وأثنى على الجهود التي تبذل لتهيئة القرية وكلف المختصين بالهيئة بتقديم الدعم الفني لأعمال الترميم وإعادة التأهيل وإدراج البلدة ضمن برنامج تنمية القرى التراثية، ويمكن للمهتمين للإطلاع على التقرير الخاص بإنجازات الهيئة في هذا المجال من خلال موقع الهيئة www.scta.gov.sa. ختاماً نكرر شكرنا لكم وللكاتب، آملين نشر هذا التعقيب في المكان المناسب، شاكرين لكم تعاونكم. نائب الرئيس لقطاع الاثار والمتاحف د. علي إبراهيم الغبان