سعادة رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» إشارة إلى المقال المنشور في صحيفتكم في العدد رقم 15599 الصادر في 17/05/1430ه بقلم الكاتب عبد الله بخاري تحت عنوان ( إحياء التراث العمراني، وليس المحافظة عليه)، الذي أشار فيه إلى أن أهمية التراث العمراني لا تستوجب المحافظة عليه فقط، وإنما أيضا «إعادة إنعاشه، وإعادته إلى الحياة، ثم إعادة استخدامه واستغلاله والاستفادة منه بما يتناسب مع مكانته» نود في البداية أن نقدر للكاتب اهتمامه بالكتابة عن المحافظة على التراث العمراني وتنميته، ونؤكد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار، أولت اهتماما كبيرا بالحفاظ على التراث العمراني وتنميته اقتصاديا وسياحيا، وتبنت في هذا الاتجاه عددا من المشاريع التي تتم بشكل مدروس وتعتمد أساسا على تعاون المواطنين وأهالي المواقع التراثية الذين تشركهم الهيئة في مشاريعهم ليستفيدوا من عوائدها الاقتصادية والثقافية ويستفيد الوطن من هذه المعالم الجميلة والقيمة. ومنذ أن أقر مجلس الوزراء التنظيم الجديد للهيئة الذي منحها صلاحية الإشراف على قطاع الآثار والمتاحف بدأت بتنفيذ خطط للعناية بالتراث العمراني وحمايته من الإهمال والإزالة واستثماره ثقافيا واقتصاديا، وربطه بالبعد الثقافي والإنساني والحضاري والاقتصادي وتطوير الأوعية التي يقدم فيها و الموارد البشرية التي تعمل فيه، ومن ذلك إعداد استراتيجية لتطوير قطاع الآثار والمتاحف بما فيها البرامج والمشاريع المتعلقة بالتراث العمراني، وبدأت بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية في تنفيذ مشاريع مهمة في هذا المجال تتسم بالتخطيط والتطوير المدروس. وتسهم في الحفاظ على البلدات والقرى التراثية وإبراز قيمتها التاريخية ومساهمة أهلها في بناء وتوحيد البلاد. و تتبنى الهيئة من خلال قطاع الآثار والمتاحف مشروعا لتأهيل المباني التاريخية للدولة في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - في جميع مناطق المملكة؛ وتحويلها إلى مراكز ومتاحف تعرض آثار كل منطقة وتاريخها وتراثها، كما تنفذ برنامجا لتنمية القرى التراثية بالشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى المجتمع المحلي، وذلك بغرض إيجاد مورد مالي يساهم في تنمية المجتمعات المحلية في المحافظات والمدن والقرى لتقوية روح التكافل بين أفرادها من خلال تنمية الخدمات وتشجيع الاستثمار السياحي، وكذلك إيجاد فرص عمل جديدة لتوظيف فئات المجتمع المحلي وزيادة دخلهم، ورفع معدلات الإنفاق الداخلي للسياح، وقد تم البدء في مشاريع المرحلة الأولى التي انطلقت العام الماضي، وشملت البلدة القديمة في الغاط، وقرية رجال المع، وقرية ذي عين، وبلدة جبلة، وبلدة العلا القديمة، وقرية المذنب التراثية، فيما أنجزت الهيئة دراسة جدوى تأسيس شركة لاستثمار المباني الأثرية المملوكة للدولة بتحويلها إلى فنادق تراثية ومواقع إيواء وضيافة سياحية على غرار ما يحدث في عدد من دول العالم بطريقة تسهم في المحافظة على التراث الوطني ليكون متاحا للمواطنين، وتساعد الإيرادات الناتجة عن ذلك في تغطية نفقات صيانة وتشغيل هذه المواقع، والعمل على برنامج تطوير وإعادة تأهيل الأسواق الشعبية القائمة والذي شمل في مرحلته الأولى أربعة أسواق شعبية، كما تعمل على تطوير أربعة أسواق أخرى في المرحلة الثانية إضافة إلى مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية الذي يهدف إلى تأهيل وتطوير المراكز التاريخية في المدن ومنها المنطقة التاريخية في جدة ووسط الطائف التاريخي ووسط المجمعة التاريخي ووسط الهفوف التاريخي. و سمو رئيس الهيئة يؤكد دائما أن قضية المحافظة على التراث العمراني وتأهيله وتنميته ليست قضية الهيئة وحدها، وإنما هي قضية وطنية تحظى بالدعم والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله مشيرا إلى أنه لم يعد هناك خط فاصل بين التنمية والتطوير الحضري والمحافظة على التراث، و أن الهيئة تعمل بمشاركة كاملة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والمناطق والوزارات الأخرى بما يحقق المصلحة العامة. ماجد بن علي الشدي مدير عام إدارة الإعلام والعلاقات العامة - الهيئة العليا للسياحة والآثار