أبدى عدد من أولياء أمور الطلاب بمنطقة الحدود الشمالية مخاوفهم مع تزايد التحذيرات التي أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة من قدوم موجة برد سيبيرية يصحبها تدن في درجة الحرارة التي تصل إلى مادون الصفر، مما قد يشكل خطراً وشيكا على الطلاب والطالبات في مدارس الحدود الشمالية التي زودتها الإدارات التعليمية بوسائل تدفئة لتخفيف وطأة البرد إلا أن كثيراً من المدارس لم تستفد من تلك الوسائل بسبب عوائق فنية. "الرياض" رصدت قلق عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات والتربويين، حيث تحدث في البداية صالح العنزي - الذي استغرب من موقف مسؤولي الجهات التعليمية في عدم استخدام الصلاحيات الممنوحة لهم في إلغاء الطابور الصباحي، وتأخير بدء الحصة بما يناسب الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة ولم يخف العنزي مخاوفه على صحة الطلاب والطالبات التي تتأثر بشكل سلبي من نزلات البرد الحادة. وأضاف صالح المضياني أحد أولياء الأمور أن كثيرا من مدارس المنطقة غير مهيأة خاصة المستأجرة منها مطالباً بإيجاد حلول ناجعة في المدارس المستأجرة لمواجهة التغيرات المناخية الطارئة. وذكر ل "الرياض" عدد من المعلمين والمعلمات بالمنطقة بأن كثيرا من مدارس المنطقة لم تستفد من وسائل التدفئة الحديثة التي صرفت، وعزوا ذلك إلى الأحمال الزائدة على المحولات الكهربائية في المدارس، وكذلك ضعف التمديدات الكهربائية الخاصة بتلك الوسائل. مدير عام التربية والتعليم ( بنين ) عبدالرحمن الروساء ذكر ل "الرياض" أنه تم توفير 1000دفاية و 400مكيف احتياطا للطوارئ، كما تم منح مديري المدارس كافة الصلاحيات باتخاذ الإجراءات الفورية تجاه أي طارئ في محيط العمل مثل إلغاء الطابور الصباحي في حالة الأجواء الباردة، مشيراً إلى أننا قمنا بمخاطبة ملاك المدارس المستأجرة بتقوية الأحمال الكهربائية لمواجهة الظروف المناخية الصعبة. من جانبه أكد رئيس مجلس تعليم منطقة الحدود الشمالية نواف السالم أن مجلس التعليم سوف يناقش مسألة تأخير الدوام خلال الأسبوع القادم بما يتناسب مع الظروف المناخية، وكما طالب عدد من الموظفين في مختلف القطاعات بتأخير الدوام في ظل تدني درجة الحرارة والأجواء الباردة أسوة بالدول المجاورة القريبة من المنطقة والتي تمر بنفس الأجواء، وتتخذ مثل هذه التدبيرات اللازمة. سكان الصفيح إلى ذلك أخذ ما يقارب 3000نسمة من قاطني الصفيح في منطقة الحدود الشمالية التحذيرات المتكررة التي أطلقتها رئاسة الأرصاد وحماية البيئة خلال الأيام السابقة على محمل الجد وبدأت تتسارع مخاوفهم مع انخفاض درجات الحرارة المتوقع تدنيها إلى ما دون الصفر، ولازالوا يحملون في أذهانهم ما حدث خلال الشتاء الماضي من مآسي ومعاناة قد تتكرر في شتاء هذا العام مساكن (الصفيح) لا تقي من بداخلها لسعات البرد القارسة،الأمر الذي كثيرا منهم يخشى حياة أسرته، لعدم قدرتهم على توفير البيئة الصحية المناسبة في تلك المساكن . "الرياض" قامت بجولة بين مساكن الصفيح الواقعة بالقرب من مدينة عرعر وعايشت مخاوف ساكنيها في استقبال الأيام الأولى من شتاء هذا العام ورصدت بعض آراء قاطنيها الذين كشفوا عن مخاوفهم وعن الآمال التي يعلقونها على الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير لمواجهة ما اعتبره كثير منهم شبحا تتكرر زيارته كل عام . ففي البداية تحدثت (أم نايف) وقالت: نحن أسرة مكونة من 9أشخاص ولا نعرف لنا سكنا غير الصفيح الذي ولدنا فيه وعن الاستعدادات لشتاء هذا العام ردت أم نايف والأسى يسيطر على صوتها: لا أعلم كيف سأقضي مع أبنائي الذين بعضهم لم يتجاوز السبع سنوات شتاء هذا العام في ظل استخدام وسائل تدفئة قديمة لا تجدي. وقال مواطن آخر من سكان الصفيح إن المساعدات والمعونات التي قدمتها الجمعيات الخيرية العام الماضي خففت كثيرا عن معاناتهم وأضاف: لا أخفيكم مدى تخوفي من تأخر صرفها وعدم وصولها إلى مستحقيها بالوقت المناسب وقبل حدوث أي طارئ لا سمح الله . وأكد محمد العنزي أحد ساكني الصفيح أن المشكلة ليست في تأمين وسائل تدفئة حديثة فقط، بل تتعدى ذلك كثيرا حيث إننا نعاني من عدم تقديم الخدمات الصحية اللازمة في المنطقة في ظروف مناخية خلفت الكثير من هلاك الحرث ولازالت معاناة (فتاة الديدب) والذي توفيت العام الماضي في مسكن الصفيح في هجرة الديدب والتي تقع 30كم شرق مدينة عرعر دون وصول أي رعاية صحية في الوقت المناسب لها. من جانبه علمت "الرياض" أن الضمان الاجتماعي بمنطقة الحدود الشمالية بدأ في تشكيل لجان مسح ميداني للوصول لكل المعوزين وخاصة المتعففين منهم، ولوضع رؤية عن مدى حاجة أهالي الصفيح في الهجر والقرى التابعة للمنطقة للمساعدات والمعونات التي تخفف من معاناتهم خلال فصل شتاء هذا العام .