فاصلة : "إنه لمن السهل الحكم على عقل الإنسان من أسئلته أكثر من أجوبته" - حكمة عالمية - لماذا نهاب الأسئلة ؟ولماذا نتوقع أن الآخر يحاصرنا بها وان الموقف أشبه بتحقيق بوليسي؟ لأن ثقافتنا مبنية على التخوف والقلق من السؤال وعدم اعتباره مجرد معرفة معلومات ثقافتنا تومىء إلينا بأن الأسئلة تحمل قنابل يمكن أن تفجر حياتنا وهناك كثير من الأمثلة تشجع عدم إعطاء الإجابات للسائلين ولعل أحدها المثل الشهير "كلمة ما أدري ترفع قدري". تسأل الزوجة زوجها أين كنت أو أين تناولت طعام العشاء وتفاجأ بصمته أو غضبه لأنه يفكر بكثير من الريبة في أسئلتها وربما لن يجيبها والزوج كذلك إن سأل زوجته بعض الأسئلة فإنها تعتبرها أشبه بالتحقيق حول ما تود إخفاءه مثلا حتى وإن لم يكن يستحق الإخفاء. وإذا سألت ذات مرة بائعاً في السوق من أين أتى ببضاعته غضب واعتبر انك تشكك في جودتها. ينشط الخبراء لكي يعلمونا فن الإجابة على الأسئلة بالتهرب على اعتبار أن الأسئلة عادة ما تكون اقتحاماً للخصوصية التي نلتحف بها كأفراد ومجتمع. والحقيقة أن مجرد طرح الأسئلة هو حالة صحية لأن السؤال عبارة عن نافذة لجلب المعلومة ومن المهم أن يكون لدينا احترام للمعلومة أياً كانت. الذي يحدث هو العكس تماما حيث يعتبر بعض الناس ان طرح الأسئلة هو نوع من الفضول واقتحام الخصوصية،ولذلك فإجاباتهم مقتضبة أو عامة لا تحمل أي معلومات وهم في الحقيقة يرتابون من مجرد طرح الأسئلة عليهم ويفكرون كثيراً في سببها هؤلاء متعبون منهكون من القلق الذي يحملونه تجاه الآخر الذي يعتبرونه مهتماً بحياتهم بينما الآخر لاشيء يخطط له فقط كان لديه بعض الأسئلة.