سعد الجميع بالتطور المتصاعد في أداء جميع الجهات التي تشرف وتساهم في تنفيذ الخدمات ذات الصلة بأعمال الحج التي ساهمت في موسم مميز هذا العام بسبب تفاعل الجهود البشرية وتسخير الإمكانات المادية والإشراف المباشر لقيادات الجهاز التنفيذي كل في مجال تخصصه بتوجيه من القيادة العليا لهذه البلاد. والأمور مرشحة للتطور المضطرد حتى يمكن أن يصبح المكان والزمان علامة مضيئة للسعوديين بعد أن شرفهم الله في خدمتها واتخذتها القيادة تسمية خاصة. فمن العوامل التي ساهمت في نجاح الموسم ،الإصرار على مبدأ الحصول على الترخيص النظامي لأداء الحج، وهذا حق مشروع . فمن حق المضيف معرفة عدد الضيوف. ومن حق الضيوف النظاميين حمايتهم من الازدحام العشوائي الذي قد يكدر أداء شعيرتهم ويهدد أمنهم . وهذا ما صرح به سمو وزير الداخلية من أن إدارة الحشود لا بد أن تخضع للعمل النظامي الدقيق، والمطلوب حصر حالات الاختراق إن وجدت، والتخطيط لاحتوائها المواسم القادمة. ومن الممكن الاستعانة بعامل التقنية كنظام بطاقات ( الباركود) لفرز الحجاج النظاميين عن غيرهم ، خاصة حجاج الداخل، حيث أن القادمين من الخارج يخضعون مبدئياً لنظام الحصص القانونية. ومن العوامل التي ساهمت في نجاح موسم الحج هذا العام أيضاً، الاستعانة بالجهاز الرقابي من خلال التواجد الميداني لمنسوبي هيئة الرقابة والتحقيق. وهذا ماعبر عنه سمو وزير الداخلية أيضاً عند استقباله لمعالي رئيس الهيئة. فالنظام الرقابي والمحاسبي هما صمام الأمان لنجاح أي عمل بشري. هذا جزء من عوامل نجاح موسم حج هذا العام . لكن هل يمكن استخلاص بعض الدروس من هذا العمل لتحقيق أهداف وطنية اقتصادية واجتماعية أخرى عن طريق التكامل بين أداء الأجهزة التنفيذية والرقابية ؟. الواقع أننا في أمس الحاجة لمثل هذا التناغم في أداء تلك الأجهزة لخدمة قضايا وطنية، كالقضاء على البطالة، واحتواء التواجد السلبي للعمالة الأجنبية غير النظامية، وتخلف المعتمرين، ومحاصرة أوجه الفساد المالي والاداري والكشف عنه، ومحاربة الغش التجاري والغلاء الجائر، والنهوض بالمستوى الصحي والتعليمي والقضائي. ولو أن الأجهزة المعنية استنفرت طاقاتها لخدمة تلك القضايا تنفيذاً للتوجيهات الصادرة من قيادة البلاد. وأخضعت أعمالها لإشراف الجهات الرقابية كهيئة الرقابة والتحقيق، وديوان المراقبة العامة، وفق آليات وإمكانيات متطورة ، لتحققت الأهداف الوطنية الرامية لتحقيق نهضة اقتصادية وإدارية لهذه البلاد ، والرقي بالخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين .