تحولت الفرص السانحة في موسم الحج إلى فرص ثمينة للعمالة المخالفة للأنظمة في المشاعر المقدسة حيث انتشر العديد من المخالفين لنظام العمل والإقامة في عدة مواقع للظفر بالعمل في مخيمات مشعر منى أو عرفات خلال موسم الحج الجاري. وذكر عبدالرحمن مهيوب أحد العمالة المخالفة أنه قدم من مدينة الطائف إلى مكةالمكرمة باحثا عن لقمة العيش، وكان قبل مجيئه إلى مكة يعمل أعمالا مختلفة بمدينة الطائف كالسباكة والكهرباء وغيرها من الأعمال مشيرا إلى أن فرص العمل الكثيرة داخل المشاعر المقدسة هي السبب الذي دفعه للمجيء إليها لزيادة دخله المادي خلال موسم الحج مبينا أنه يقطن هو ومجموعة من رفاقه بأحد الجبال القريبة من المشاعر المقدسة. ويقول كل من المواطن عبدالرحمن الدعدي والمواطن خالد شناق إنه يتواجد العشرات من المتخلفين والمخالفين لأنظمة العمل والإقامة في مشعري عرفات ومنى من أجل العمل في مخيمات الحجاج سواء لشركات حجاج الداخل أو مؤسسات الطوافة مفترشين الطرقات للتسلل إلى المشاعر المقدسة والظفر بالعمل الموسمي حيث يعمد الكثير من أصحاب الشركات والمؤسسات العاملة في المشاعر المقدسة لتشغيل العمالة المخالفة خلال موسم الحج مطالبين الجهات ذات الاختصاص والرقابية بتفعيل الرقابة على هذه العمالة المخالفة؛ حتى لا تزداد مساحة أخطارها خلال موسم الحج وما ينجم عن هذا التشغيل العشوائي من مخاطر سلبية. و يؤكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة بالغرف التجارية والصناعية سعد جميل القرشي أن شركات ومؤسسات حجاج الداخل البالغ عددها «241»، تعتبر مخالفة إذا سمحت بتشغيل العمالة غير النظامية خلال موسم الحج، وذلك يسري أيضا على مؤسسات الطوافة التي تشغل العمالة المخالفة، مشددا على ضرورة تسهيل إجراءات استخراج التأشيرات للعمالة الموسمية أو فتح مؤسسات مختصة لتوفير العمالة خلال موسم الحج مؤكدا أن ندرة العمالة وصعوبة الاستقدام هي ما دفعت الشركات للاستعانة بتلك العمالة بشكل غير نظامي وهو الأمر الذي حاولنا معالجته خلال ورشة عمل أقيمت أخيرا من خلال السماح للشركات باستعارة العمال من شركات أخرى بعد أن يتم تصديق خطابات لكن هذا لا يسد حاجة الشركات والمؤسسات للعمالة خلال موسم الحج. ويقول وكيل وزارة الحج لشؤون الحج حاتم قاضي إن لجان المتابعة والمراقبة بوزارة الحج تركز على أداء الخدمات لضيوف الرحمن بحسب البرامج المتفق عليها وإذا صادفت وجود عمالة غير مرخصة أو حتى مؤهلة فتقوم بتطبيق التعليمات وتسليمهم للجهة المختصة وهناك تعاون بين جميع الجهات التي تتشرف بخدمة الحجيج بإشراف وزارة الداخلية ولجنة الحج العليا.