الواقع اليوم يؤكد ان مستشفى الإيمان الوحيد في مدينة الرياض الذي يقبل إسعاف بني الإنسان دون مماطلة أو خذلان، فمن واقع تجربة وعلى سبيل المثال المصابين في حوادث سيارات في أقصى الرياض شرقاً وبالتحديد في الثمامة ينقلون إلى أقصاه غرباً، لا لشيء إلا لكون مستشفى الإيمان الوحيد الذي لا يقول لا البتة البتة!، هنا أيضاً لكم أن تتخيلوا تأثير الوقت في حياة المصاب من خلال هذه المسافة الطويلة لا سيما إذا علمنا زحمة السيارات في الشوارع والطرقات في مدينة كبيرة ممتدة كالرياض. نعم للكثير من المواطنين والمواطنات مع طوارئ المستشفيات قصص وحكايات لا سيما إذا علمنا ان المصابين والمصابات في الغالب حين تقع حوادث سيارات وإصابات يكونون في حالة نزيف وإغماءات فلا يكون لهم متسع من الوقت للخيارات، مما يجعلهم في الغالب في عداد الوفيات. حقيقة يجب أن يعلمها القاصي والداني فالمستشفيات الحكومية والأهلية ترفض من خلال أعذار واهية استقبال المصابين بحوادث السيارات وغيرها من الإصابات حتى انتقلت العدوى لبعض المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، فأصبح يقال للمقربين منها بعد خطب ودهم (تعرف أحد يفتح ملف)!!. بعد هذه المقدمة ماذا تتوقعون حال مستشفى محمل بأحمال ثقال لا تقوى على حملها الجبال، حملها مستشفى الإيمان حين وضع على عاتقه التكفل بعلاج وتنويم غالبية مرضى غرب الرياض واستقبال الحوادث والمصابين في عاصمة يقطنها اكثر من خمسة ملايين نسمة؟!. تواجدت في يوم العيد في مستشفى الإيمان لحادث اصاب قريبا فهالني وآلمني ما شهدته من فوضى اسعافية حتى إن الغرفة التي تتسع لأربع حالات أضحى بها ست فأصبح منظر الممرض مضحكاً وشر البلية ما يضحك، وذلك حين علق بين الحائط وحافة السرير وأصبح يحتاج لمن يسعفه ناهيك عن فقدان الأشعة والأوراق المرفقة وضياع ساعة كاملة للبحث عنها!، إنها فوضى عارمة بمعنى الكلمة، كما شاهدت الأسرة التي تنقل المصابين تصرخ فتقول اعتقوني بيوم العيد لوجه الله تعالى، وذلك من خلال تمزقها وخروج الإسفنج فاغراً فاه، اما الخدمة الطبية المقدمة فحدث ولا حرج حتى انك في تلك الفوضى لا تفرق الممرض من الطبيب ولا الطالب من الأستاذ ولا العامل من فني الأشعة، لقد تولد لدي شعور بأن أفضل دعاء على شخص جائر قولك له: (عسى مردك لمستشفى الإيمان)!. صدقاً، من يدخل مستشفى الإيمان يجب ان يكون قوي الإيمان لا أن يكون سريع الخفقان حين يسمع أنينا او يرى على الوجوه أحزانا، وحتى أكون واضحاً وأميناً في ما شاهدته فتدني مستوى الخدمة كسبب أول يرجع كما مشاهد للعيان لقبوله عنوة اكثر من قدرته الاستيعابية لربما لثلاثة أضعاف، نعم إن العاملين لم يقفوا برهة عن الحركة ولكن الكثرة تغلب الشجاعة بل تقضي عليها، ومن يعتقد ان هناك تجنيا فعليه رفع دعوى على كاتب المقال كالدعوى التي رفعتها وزارة الصحة على شركات التبغ معتقدة انها بتلك الدعوى ستقضي على تدني الخدمة الصحية المقدمة للمواطن!!. السؤال الجدير بالطرح، في ظل ممانعة المستشفيات الأخرى من قبل غير منسوبيها إسعافياً الا ما ندر، هنا رحمة بمستشفى الإيمان انشئوا مستشفى خاصاً بالطوارئ في كل مدينة كبيرة من مدن المملكة ومن ثم تحول الحالات حسب استيعاب المستشفيات الأخرى وتخصصاتها؟!، إن حاجة المغمى عليه والذي ينزف دماً لمستشفى طوارئ لا تعدلها حاجة فهو هنا في حرب ضروس مع الوقت وكفاءة المستشفى المتجه إليه، بالمناسبة كم أتمنى أن يكون بالسيارة ملصق أو كرت تعريف توفر الوقت ليتسنى لرجال الهلال الاحمر السعودي عند وقوع حادث الذهاب بالمصاب للمستشفى الذي يعالج به مسبقاً بدلاً من الذهاب به لمستشفى الإيمان فيزيد الطينة بله. أعلم أن هناك من يقول الآن ان التعليمات والتوجيهات تنص صراحة على أن كل مستشفى حكومي أو أهلي قبول الحالات الاسعافية إنسانياً ناهيك عن صعوبة التحويل بعد إسعافه وأثر النقل على المريض، فلم كل هذا الذي لم نسمع به من قبل؟!، لنكن صرحاء ماذا ينفع ترديد مثل هذه الأقوال إذا كان الواقع المر غير ما نقول ونريد؟!، واسألوا رجال الهلال الاحمر السعودي الأفذاذ عن ما يواجهونه من معاناة مع طوارئ تلك المستشفيات!!، بكل الأحوال طالما الكثير يؤكد على صحة التشخيص ووجود العلة نرجو ان يوفق معالي وزير الصحة بكتابة الوصفة المناسبة والصحيحة، وما يصح إلا الصحيح..