كثير من الشركات العالمية والتي أصبحت منتجاتها من الأساسيات التي لا يستغني عنها أي إنسان ، لم تكن بداياتها كما هي الآن من حيث الحجم ورأس المال والإنتاج بل إن بداياتها لا تصدق. على سبيل المثال شركة السيارات «فورد» نجد أن هنري فورد بدأ مشروعه من كراج لصديق له حيث كان يشتري السيارات البالية ويقوم بتجديدها. واليوم أصبح للشركة وجود في جميع دول العالم وحققت مبيعاتها أرقاماً ضخمة. ولا يختلف حال شركات الاتصالات وصناعة أجهزة الكمبيوتر، من حيث البداية المتواضعة عن حال شركة «فورد» الذي ذكرناه. فالجميع يعرف « شركة هيليوت باكارد إتش بي hp» العملاقة في إنتاج أجهزة الكمبيوتر والطابعات وملحقاتها. إذ تعود فكرة الشركة إلى العام 1939م من خلال صديقين هما « بيل هيوليت و ديف باكارد «. فبعدما تخرجا من جامعة ستانفورد قررا تأسيس شركة معاً. أخذا وقتاً طويلاً في البحث عن النشاط الذي سوف تمارسه الشركة ومع ذلك ظهرت لهما مشكلة أخرى من يظهر اسمه الأول في بيانات الشركة عندما يتم إطلاقها ، قررا أن يبدأ نشاط الشركة من «كراج» ولمدة ثلاث سنوات قضياها فيه كانا يبحثان عن أي منتج ويقومان ببيعه، حيث جربوا الكثير من المنتجات مثل معدات اللحام وأجهزة إرسال الراديو والمعدات الطبية وأجهزة صوتية لشركة «والت ديزني»حيث تعتبر أكبر صفقه يحصلان عليها وهو التاريخ الفعلي لبداية نشاطهما وكان ذلك في عام 1957م ، وشركة «hp « هي اختصار لأسميهما «هيوليت و باكارد» تعتبر اليوم من أكبر الشركات على مستوى العالم، حيث تضم ما يزيد على 98 ألف موظف موزعين على دول العالم ، ولها نشاط في أكثر من 170 بلداً في مختلف أنحاء العالم. واليوم تعد الشركة من أكبر الشركات المزودة لتقنيات وحلول تقنية المعلومات في العالم. ومن الشركات التي انطلقت من «كراج» شركة الكمبيوتر «أبلApple». هذه البداية المتواضعة لم تكن بعيدة بل كانت قبل أقل من أربعين عاماً، وبالتحديد في الأول من أبريل من عام 1976م عندما قام كل من ستيف جوبز وستيف وزنياك بتأسيس الشركة، وبالعمل والجهد المتواصل أصبحت شركة «أبل» من الشركات الرائدة في صناعة أجهزة الكمبيوتر. ومن عدد من الموظفين يعدون على أصابع اليد الواحدة، أصبح للشركة أكثر من28 ألف موظفا على مستوى العالم، وبلغت مبيعاتها السنوية 24 مليار دولار بنهاية عامها المالي الماضي المنتهي في سبتمبر 2007م. الكثير من المشاريع ( الشخصية) ما أن تبدأ حتى تنتهي وللأسف أن معها تنتهي المحاولات وحتى الطموح ، وبعيداً عن الأسباب التي أدت الى الفشل ، علينا أن لا نستسلم وأن لا نستعجل الربح والنجاح أي كان المشروع .