الرئيس الأمريكي الآفل - بوش - غزا العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل، وخطط لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بوجاهة ما اسمته وزيرة خارجيته بالفوضى الخلاقة، وبالطبع ما كان يمكن لإسرائيل أن تتضرر من إعادة تشكيل الجغرافية السيادية لمنطقة الشرق الأوسط؛ لأن من قام بترويج ديموقراطية بوش حسب ما ورد في صحيفة الوطن يوم السبت من الأسبوع الماضي هي منظمة "فريدوم ووتش" الأمريكية التي موَّنها "أديلسون" الذي أسس ثروته من امتلاك عدد من كازينوهات القمار في لاس فيجاس الى جانب تمويل سخي لمنظمة "إيباك" وهي لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الاسرائيلية، ومنظمة "ياو فاشيم" وهي منظمة يهودية أمريكية متشددة ومنظمة "بيرشا رايت اسرائيل" التي تدعو يهود امريكا للهجرة الى اسرائيل وتقديم المساعدات لهم.. طبعاً لن تكون الهجرة الى بلادِ مستضعفٍ أو فقير ولكن إعداداً للتوسع القادم. لقد رصدت المنظمة مبلغ مائتي مليون دولار لدعم التحريض ضد ايران والتحفيز على ضربها عسكرياً.. مائتا مليون.. لإيران فقط.. إذاً كم صرف على حرب العراق..؟ الموضوع لا يستحق الاسترسال وإن كانت حقائقه بشعة إذ كيف يقبل الأمريكيون بتوجيه هذا العداء ضد الشرق الاوسط لصالح أطماعهم وحارسهم المحلي - اسرائيل.. دعونا نتصور لو أن الأوضاع الاقتصادية التي تحولت اليها امريكا مؤخراً.. إفلاس بنوك.. شركات.. سيارات.. مصانع.. تحويل مئات آلاف الى مدينين وفصل مئات آلاف من وظائف عمل.. حدثت وصدام حسين يقود دولة أقوى وله تأثير على الأممالمتحدة مثلما هي الحال مع واشنطن ألن يكون معذوراً لو شن حربا شرسة تتجه الى الاحتلال وتخليص البلد الكبير من إرهاقات الإفلاس وثروات القمار وتضاعف البطالة؟ هل سيجد صدام حسين تأييداً من الأممالمتحدة لو فعل ذلك..؟. ولا تسخروا من بعض المنغلقين الذين يزعمون انهم يتجهون نحو العنف لأنهم يبحثون عن اقصر طريق الى الجنة.. قيل صرح الرئيس الامريكي بعد غزوه للعراق انه يشعر داخله بتوجيه سماوي يرشده الى الطريق الصحيح.. ثم كانت دعوى الفوضى الخلاقة.. طبعا بوش لم يكن بطلاً لثورة "الفاتح" من أي شهر ولذا فتضاعفات المآسي والخسائر لم ينفرد هو برسم سياساتها الخاطئة وغير الإنسانية.. ولكنه اليمين المتطرف الذي أعمته الأطماع.