هناك بعض الأمراض يراجع فيها المريض أكثر من تخصص.. ولا أجد مرضاً ينطبق عليه هذا الوصف كمرض القولون العصبي.. وأسألوا أطباء الباطنية والأمراض النفسية.. والقولون العصبي (أي بي إس) مرض يؤدي إلى أعراض معينة ونقيضها.. كأن يعاني المريض من نوبة إسهال يعقبها إمساك.. ناهيك عن الغازات في الحالتين وهكذا.. ومريض القولون العصبي (طبيب نفسه) فهناك أغذية تثير القولون أو تجعله عصبياً وأُخرى متسامحة مع ذلك القولون.. ولكن صدقوني ان العامل الأول والأخير هو نفسي.. فمن كان (باله مرتاح) حتى لو أكل (مفطح) إليته تقطر دهناً وأعقبه بدلة قهوة مبهرة وابريق شاي (مخدر) فلن يثور عليه القولون العصبي.. وسينام ليله قرير العين.. ويؤيد ما أقول ان علاج القولون العصبي الشهير (لبركس) خلطة تتكون من منظم للجهاز الهضمي ومهدئ (كولينرجك وسيديتف) والقهوة اُشتهرت عند الجميع بأنها (تشرح الخاطر وتجلي الهموم) والشعر النبطي يحفل بالكثير من الشعر الذي يصف القهوة ويمتدحها ولعل أشهر ماقيل في القهوة قصيدة محمد القاضي المشهورة والتي يقول في مطلعها: يامن لقلب كل ما التم الاشفاق من العام الاول به دواكيك وخفوق والقصيدة طويلة وجميلة وأختمها أو أذكر منها ما له علاقة بالقولون العصبي.. عندما يقول الشاعر: زله على وضحا بها خمسة أرناق هيل ومسمار بالاسباب مسحوق مع زعفرانٍ والشمطري الى انساق والعنبر الغالي على الطاق مطبوق وخمسة (الارناق) وهي الهيل والمسمار والشمطري (والذي لا أعرفه) والعنبر الغالي مع حبوب البن المحموسة (بالمحماس) هي التي كانت تشرح الخاطر وتعدل الكيف في الماضي وتثير القولون العصبي هذه الأيام .. وعلمياً تقوم مادة الكافيين التي هي إحدى مكونات القهوة والشاي والشوكولاته بتحفيز المخ والأعصاب وتوسيع الشعب الهوائية فينشرح خاطر من يتناولها كما قال الشاعر القاضي في الماضي وتثير أو تهيج القولون العصبي في الحاضر.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.