قد تصادف الإنسان لحظات سعيدة ومفرحة ويتوقع منه حينها الضحك ملياً ويبدو عليه السرور جلياً، ولكن قد تفاجأ بردة فعل مغايرة تماماً وغريبة ولا تتناسب كلياً مع ما يتطلبه الموقف الحالي كأن يبكي مثلاً أو يخر مغشياً عليه أو ما هو غير مألوف عند البشر في مثل هذه المواقف، وآخر قد تصادفه لحظات بائسة وحزينة ويتوقع منه حينها البكاء وتعبيرات الحزن تملأ محياه ولكن قد تفاجأ بردة فعل مدهشة كأن يضحك ساخراً من نفسه أو ضحكاً من جراء جنون لحظي قد أصابه أو حركات هستيرية وما لم يألفه البشر في مثل هذه المواطن، وحالات كثيرة ومتعددة تكون غير قابلة لتنبؤ ردود الفعل التي تتنوع بحسب الموقف والشخص ذاته، ومن جراء ذلك يبرز تساؤل عن الأسباب!. عند مشاهدة فيلم أو مسلسل أو قراءة قصة قصيرة أو رواية أو أياً يكن يبدأ الإنسان تلقائياً بتخمين وتوقع الأحداث الآتية أو بالأحرى النهايات، وعندما تتوافق تلك التخمينات مع ما ظنه المشاهد أو القارئ يصاب بخيبة أمل كبيرة وقد يندم على اللحظات التي قضاها في المشاهدة أو القراءة فضلاً عن الملل والسأم مما شاهد، ولكن عندما تكون الأحداث والنهايات غير متوقعة وغير مألوفة نجد ان المشاهد أو القارئ يندهش ويسر كثيراً، ويبدأ بنقل ما رأى أو قرأ لغيره بثناء وتعجب ودهشة وتفكر، وهنا رابط لذات السؤال!. كل ما يحدث لم يأت من فراغ، بل اقتضت حكمة رب العزة والجلال في عالي سمائه جعل سيناريو الحياة شيقاً ومثيراً وغير متوقع وغير قابل لتنبوء غالب أحداثه ومعظمها، وإلا سئم الناس الحياة وقتلهم مللها وما وجدنا حرص على حياة وزاد الانتحار مللاً، وأيضاً نجد أن الأجوبة عن أسئلة التنبؤ بردود الفعل أشبه ما تكون ذات أجوبة ساذجة، ونجد أيضاً أن الإنسان في تردد لنقل الأخبار وخصوصاً السيئة منها والمحزنة خوفاً من ردة الفعل، والخوف كونها أمر مجهول وبطبيعة الحال يخشى الإنسان ما يجهله. فمن هنا وجب الحذر قبل القيام بأي أمر يكون له ردة فعل ووضع العديد من الاعتبارات، فكم من تصرف كانت ردة فعله موردة للمهالك، والحوادث من جراء ذلك كثيرة، وعن ذكرها أراني كسير، فما يحصل من حوادث اجتماعية سواء مؤخراً أو فيما سبق ما هن إلا شواهد على هذا الأمر، فلنراع حكمة رب البلاد ولا نغضب العباد، أو نفعل ما قد نندم عليه سنين طوال، أو ما لا مجال للندم فيه!!.