اكتشف تجار الأغنام في قرى مصر وفي الأحياء الشعبية من المدن أن مجهود العام في تربية أغنامهم واعدادها لعيد الأضحى المبارك مهدد بالفشل لما لاحظوه من عدم الاقبال على الشراء، ربما لارتفاع الأسعار هذا العام بشكل خاص (لا يقل أصغر خروف عن ألف جنيه و 1800للكبير منها نسبياً). بعض التجار استغلوا حرص البسطاء على فرحة الصغار بثغاء "الضحية" ليلة العيد، فعرضوا خرافهم للإيجار تلك الليلة مقابل ثمانية جنيهات، ومع مطلع يوم وقفة عرفات، آخر فرصة للبيع لهذا العام، رأى التجار أن مسألة الإيجار لا تحل المشكلة إلا لمدة ليلة واحدة، بعدها يعود الوضع إلى ما هو عليه، وأن عليهم سرعة التصرف قبل فوات الأوان في الساعات القليلة الباقية، وبالتالي عرضوا خرافهم للبيع بالتقسيط..! المشكلة ان التاجر يعرف أن مشتري هذا العام (بالقسط) لن يشتري العام القادم ان بقيت عليه أقساط لم تسدد، ولهذا وزعوا قيمة الخروف مضافاً إليها قيمة الفوائد المترتبة على التقسيط على ستة شهور ليصل القسط الشهري إلى ما بين 200جنيه و 350جنيهاً..! لا يهم، فالذين اشتروا بالتقسيط قد فرحوا، وذبحوا، ووزعوا، وأكلوا، وقضوا أول أيام العيد "عيداً سعيداً"، وأغلب الظن انهم يفكرون الآن في ستة شهور تعيسة قادمة لا تحتمل فيها ميزانية الشهر "أكل يوم واحد بالتقسيط!".