يبدو واضحاً للجميع أن مدينة "دبي" تحاول بشكل جدي استنساخ مفهوم المهرجانات السينمائية الجماهيرية الكبرى - مثل مهرجان "تورنتو" -، ووفقاً للخطوات التي سارت عليها حتى الآن فإنها نجحت فعلاً عبر مهرجانها السنوي في خطف انتباه كل من يبحث عن سياحة سينمائية جماهيرية، وخصوصاً أولئك البعيدين عن أوروبا وأمريكا ولا يجدون سوى مهرجان "بوسان" و"طوكيو" كمصدر أساسي لعروض أفلام "مهرجانية" لا تجد طريقها لصالات العرض التجارية. في دورة هذا العام من مهرجان دبي والتي تنطلق مساء اليوم الخميس هناك عدد وفير من أفلام قادمة من سينمات مجهولة قد لا تتوفر للمشاهد فرصة للإطلاع عليها إلا في دبي، أفلام لازالت مستمرة في رحلتها لمهرجانات أخرى، حاصدة لجوائز "كان" المختلفة، أو حتى أفلام قادمة من إيطاليا بصفتها الدولة السينمائية الأولى هذا العام والتي يخصص لها مهرجان دبي تظاهرة خاصة يعرض فيها فيلم (ديفو - il Divo) الفائز بجائزة لجنة التحكيم في كان، وفيلم (جومورا - Gomorra) الذي خطف الجائزة الكبرى في كان. ومن الأفلام الكبيرة التي سيعرضها المهرجان ضمن قسم "سينما آسيا وافريقيا" الفيلم الإيراني (أنشودة العصافير - The Song of Sparrows) للمخرج مجيد مجيدي والذي كان أحد أبرز المشاركين في مهرجان برلين وفيلم (سوناتا توكيو Tokyo Sonata) الياباني الفائز بلجنة التحكيم لقسم نظرة خاصة في مهرجان كان و(ثلاثة قرود Three Monkeys) التركي الفائز بأفضل إخراج في مهرجان كان. من سريلانكا وضمن برنامج "الجسر الثقافي" هناك (ماشان - Machan) الفائز ضمن أيام البندقية بجائزة "لابيل"، ومن أثيوبيا فيلم (تيزا - Teza) الفائز بجائزة السيناريو في مهرجان البندقية والمشاركة في مسابقة المهر للأفلام الآسيوية والافريقية بجوار الفيلم الكازاخستاني (تولبان Tulpan) الفائز بالجائزة الأولى في قسم نظرة خاصة في كان. ومع عناوين هذه الأفلام الحديثة، ستعرض دبي أفلاماً قديمة لثلاثة مخرجين قادمين من ثقافات مختلفة تعتزم دبي تكريم مسيرتهم السينمائية، هم البريطاني تيري جيليام - يعرض له فيلم "اثنا عشر قرداً"، وفيلم "برازيل"، والجزائري رشيد بوشارب - يعرض له ثلاثة أفلام هي "السنغال الصغيرة، "نيولوفر" و"شاب" ومن هونغ كونغ المخرج تشوي.