التصريحات الصحفية التي أدلت بها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ( 41يوماً تبقى لها في منصبها) لشبكة تلفزيون (ايه بي سي) الأمريكية حول خليفتها هيلاري كلينتون، التي تعد ثالث وزير خارجية من الجنس اللطيف حيث سبق كونداليزا رايس وكوندي كما تحب أن يطلق عليها السيدة مادلين أولبرايت في فترة رئاسة بل كلينتون. كونداليزا رايس امتدحت السيدة هيلاري كلينتون في تلك المقابلة بقولها إنها ستكون جيدة جداً في عملها.. حيث تعد سيدة ذكية.. وتحب بلادها وتريد الدفاع عن قيمها.. وقالت رايس في تلك المقابلة التلفزيونية بأنها تعرف هيلاري منذ مدة طويلة والمتبع لموضوع اختيار السيدة هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما.. حيث كانت التكهنات والتوقعات كلها تشير إلى أن أوباما عندما حصل على ترشيح الحزب الديمقراطي للترشيح للرئاسة الأمريكية سيقوم باختيار السيدة كلينتون كنائبة خصوصاً وأنها كانت المنافس الأقوى حيث حصلت على 18مليون صوت في حملة الانتخابات الأولية وكانت فرصتها كبيرة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لها إلا أن وضعها المالي كان صعباً.. ولم تستطع الحصول على الأصوات المطلوبة للفوز بالترشيح.. لذلك توقع الكثير من المحللين السياسيين اختيار اوباما لهيلاري كنائبة له وبذلك تصبح أول سيدة نائبة رئيس إلا أن الاتصالات التي تمت في مدينة شيكاغو بين أوباما وبين هيلاري جعلتها تعتذر عن ذلك المنصب الأمر الذي جعل الرئيس المنتخب يختار السناتور المخضرم جو بايدن كنائب له.. عقب ذلك بدأت التوقعات حول حكومة الرئيس المنتخب أوباما خصوصاً في المناصب السيادية، وصدقت بعض أقلام كبار الصحفيين بأن هيلاري كلينتون ستكون وزيرة الخارجية. وفعلاً وفي مؤتمر صحفي عقده الرئيس المنتخب أوباما في مدينة شيكاغو أعلن عن اختيار السيدة هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية. وبذلك تصبح السيدة هيلاري كلينتون ثالث سيدة تحتل هذا المنصب الحساس والهام في السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية.. ويبدو بأن منصب وزيرة الخارجية له تأثير على السيدات ففي إدارة كلينتون الثانية (كما ذكرت) أستعان بالسيدة مادلين أولبرايت لتصبح وزيرة خارجية.. وكذلك الأمر بالنسبة لكونداليزا رايس استاذة العلوم السياسية تخصص روسي استعان بها الرئيس بوش في فترة رئاسته الثانية بعد أن شغلت منصب مستشار الأمن القومي. واليوم نرى أن السيدة هيلاري كلينتون السناتور ذات الشهرة والصيت في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك ستتنازل عن ذلك المنصب لتصبح وزيرة خارجية في إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما. تساؤلات عديدة مطروحة حول أولويات السياسة الخارجية التي ستعمل السيدة كلينتون بتوجيهات من قبل الرئيس المنتخب أوباما هل قضية السلام في الشرق الأوسط أم موضوع الملف النووي الإيراني أم القوة النووية لدى كوريا الشمالية أم الأوضاع في القارة الافريقية.. الملفات السياسية كثيرة ومتشعبة وفي الأيام القليلة القادمة وبعد أن يؤدي الرئيس المنتخب باراك أوباما القسم في العشرين من الشهر المقبل.. عندئذ نرى كيف ستتعامل وزيرة الخارجية الأمريكيةالجديدة.. مع أحداث العالم وكيف سيكون الدور الأمريكي في التعامل مع تلك القضايا..