ازدحمت أرض عرفات أمس بالحجيج وامتلأت أجواؤها بصدق الدعاء الموحد من ثلاثة ملايين حاج تجشموا عناء السفر وقطع المسافات تقرباً للرب الواحد الأحد كما أمرهم بذلك الدين الحنيف. لغتهم توحدت عند قول لا إله إلا الله ولبيك اللهم لبيك.. دعاؤهم تمحور حول الخير وطلب العون من الله بالأمن والأمان ونصرة الحق ،والمعافاة من النار اكفهم ارتفعت إلى السماء بمشهد مهيب تتجلى فيه وحدة الأمة وطهارة النية.صورة وقفة عرفات تظهر كل عام كما لو انها حدث جديد يوقظ المشاعر الحية بنبض الإيمان."العدسة" نقلت شيئاً من يوم عرفات وضيوف الرحمن بصورة حديثها أوفى من كل الأقوال.الواقفون بجبل الرحمة كان خضوعهم لله وشموخهم بعقيدتهم ..موقف عجزت عنه كل المواقف الحياتية أن تجسده كأمة واحدة تتلحف برداء أبيض واحد وتلهج بدعاء موحد وترفع يد الضراعة لرب واحد يحركها في ذلك دين واحد ولأنها أمة واحدة.هذا التلاحم الكبير على المشاعر الطاهرة رعته يد صادقة لأمتها ومقدساتها من أجل خدمة ضيوف الرحمن التي جعلت منها قيادة هذا الوطن شرفا تعتز به في كل زمان ومكان.