قبل أن تقدم قائمة بالأشياء التي تنقصك، توقف قليلا وفكر بإيجابية فيما تملكه الآن في هذا اللحظة، لا بما فقدته ولا بما تريده وتشتهيه. تمعن في هذه القائمة ستجد أن الكثير فيها كان من المستحيلات في زمن مضى لكنها أصبحت حقيقة واقعة وتملأ يدك الآن، ومجموعة منها كان في خانة العاجل الذي تريده بقوة، ومجموعة أخرى لم تكن في حساباتك. ولو أنك توقفت قليلا نحو مشاعرك تجاه هذه الأشياء التي تملكها ستجد أنك تأخذ وجودها كثابت لن يتغير رغم أن الأساس في هذه الحياة هو التغيير. ينقصك الكثير! ربما، فأنت طموح جدا، أنت تريد أن تقفز عشر درجات مرة واحدة ولو حصل لك أن تتجاوز السلم وتصعد للقمة لما ترددت لكن عليك أن تفرق بين الطموح والجشع. ولأنك طموح مشغول بما سيأتي وبالمستحيل الذي تريد أن تجعله ممكناً وبالبعيد أن تريد أن تقترب منه وتمسكه بيدك فإنك قد لا تجد الوقت لتستمتع بما تعيشه الآن في هذه اللحظة، فعيناك النهمتان مشغولتان تطالعان يمينا ويساراً لكنهما لا تنظران في المرآة ولا تمعنان جيداً. هل طموحك أحد عيوبك؟ ومن قال إن الطموح عيب يجب محوه أو التخلص منه، بل هو خصلة حسنة تدفعك للأمام وللتقدم أكثر. متى يتحول الطموح إلى عيب أو إلى مادة - حالة خطرة ينصح بالابتعاد عنها قدر المستطاع؟ حين يجردك الطموح من إنسانيتك، حين يتحول لحالة مرضية أساسها الهوس، حين يفقدك ما تملكه من أخلاق وأحاسيس، حين يزين لك الأعذار كي تتحول إلى شخصية شرسة لا تضع للآخرين اعتبارا وعندها تصبح عدو نفسك قبل أن تكون عدواً للآخرين. كن طموحاً واسعَ لتحقيق أهدافك .. اتعب كثيرا وتذمر قليلا وحاول وتمنَّ وفكر وخطط، لكن توقف بين لحظة وأخرى لتلتقط أنفاسك ولمراجعة نفسك، لأنك قد تكتشف الكثير وقد تجد أنك بحاجة لتغيير شيء منها وإصلاح بعض منها.