كأنّ يمينَه الميقاتُ

نادت ، وصوْتُ ندائها أنّاتُ والدّمعُ في أجفانها يقْتاتُ قالت : جفوتُ العيدَ قبل مَجيئه لمّا غزتْني قبله الآفاتُ وتمايلتْ سَكْرى ، كأنّ مَسِيرَها حبْوٌ ، ومجهولَ المُنى غاياتُ يا سيْل جدّةَ هل على أحزانها تشدو وأسماعُ الورى إنصاتُ؟ تعلو على أركانها ، فتعيدها شمطاءَ ، مِلْءُ فؤادها حسراتُ وأتيتَها والعيدُ يخطُبُ وُدَّها ففعلتَ ما لم يقترفْه جُناةُ تجثو على أفراحها ، تغتالها والناس -لولا أنت جئتَ- سُباتُ يا فاقداً ما ذا فقدتَ ، وحولك ال آسي وقومٌ حاضرون ثِقاتُ يرعوْن ذا الهمِّ الذي إنْ غاثه همٌّ أتاه من السّحاب حُماةُ مُسْتوثقين بربهم مُتَبَتّلي نَ ، نشيدُهم في سعيهم إخباتُ هم جندُ عبدِ الله ، رايةُ جُوده دانتْ لراية جُوده الراياتُ كَفٌّ له تأسو الجراحَ ، نديَّةٌ كالسُّحْبِ في إقبالها الخيْراتُ ويَمُدُّها كرماً ، فكُلُّ مُصافِحٍ لبَّى ، كأنّ يمينَه الميقاتُ نفديك يا ملكَ القلوبِ ، تقاصرتْ هِمَمُ الرجالِ ، وخانهم إثباتُ لمّا رأوا عزمَ الجبال ، وهِمَّةَ ال طّودِ الجليلِ تهاوتِ الأصواتُ نفديك ، لا يَخفَى الجميلُ ، وإنما تَعمَى إذا مَسَّ العيونَ قَذاةُ يا أنت ، يا رمز الشهامة ، جئتَ مِن رحم الشهامة والنّجومُ حُداةُ إن يُنصِفوكَ تقاسموا أنّ الكوا كبَ إنْ أشَحْتَ مصيرَها الإخفاتُ طيبُ النّدى والحزمُ والعزمُ الحكي م وقلبُك الحاني هي العاداتُ ثكلى ، تُعَزّيها الملوكُ ، وهكذا يسلو قلوبَ الثاكلاتِ أُساةُ أحزانُها ليلٌ ، ولكنّ النّدى مِن أهله في أهله مِشكاةُ يجلو ضياءَ القلب ، يصحبُه إلى جَفْنِ الرّضا ، فهنالك الجَنّاتُ وإذا الرّضا مَسَّ القلوبَ بعطفه فالميّتون كأنّهم ما ماتوا