أكد اللواء علي بن حباب النفيعي قائد قوات أمن الحج على اكتمال كافة الاستعدادات الأمنية المشاركة في موسم حج هذا العام 1429ه حيث قال في حديثه ل "الرياض" إن الأمن العام يضطلع بأعباء كبيرة في تأمين السلامة للحجاج وتوفير الأمن والطمأنينة لهم جميعاً، كما تسير دوريات أمن الطرق على جميع الطرق الطويلة المتصلة بمنافذ المملكة البرية والموصلة إلى الأراضي المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وتقوم هذه الدوريات الأمنية بعملها المتكامل في أمن الطرقات وتوفير السلامة لجميع مستخدميها ومراقبة حركة السير عليها في زحام الموسم، والحيلولة دون وقوع حوادث أو حدوث أية اختناقات مرورية كذلك يتم توزيع رجال الأمن بالأعداد المناسبة التي تكفي لتغطية كافة احتياجات الحجيج في جميع المواقع في كل من مدن الحج والمشاعر المقدسة. وأضاف: ورغم ضخامة إجراءات العمل الأمني خلال موسم الحج وجسامة المسؤولية إلا أن التنظيم لحركة الحجيج داخل المشاعر المقدسة وحول الحرمين الشريفين تمثل الجانب الأشد حساسية في تلك الموضوعات لاسيما فيما يتعلق بحركة صعود الحجيج إلى عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة وموعد نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة في مساء اليوم نفسه، حيث تقتضي مناسك الحج أن يغادر الحجاج عرفات إلى مزدلفة منذ غروب شمس ذلك اليوم وتتدفق تلك الجموع الغفيرة في اتجاه واحد إلى المشعر الحرام بمزدلفة، وسوف يساعد على التنظيم الجديد الذي تم إدراجه في خطط حج هذا العام، إضافة إلى ما قدمته حكومتنا الرشيدة من تجهيزات تساعد على انسياب حركة الحجيج، وتتمثل في الطرق الحديثة الواسعة والجسور والأنفاق والتي أوجدت مسارات متعددة لحركة الحجيج، كذلك هناك العديد من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها أجهزة الأمن المنوط بها تنظيم هذه الحركة. وعن أبرز ملامح الخطة الأمنية لموسم حج هذا العام قال: انه سيتم تكثيف تواجد الأجهزة الأمنية على الطرق الترابية المؤدية الى مكةالمكرمة لمنع تسلل الحجاج غير النظاميين، مشيرا الى انه تم رصد هذه الطرق وتحديدها بالتنسيق مع الجهات المعنية وإيجاد دوريات أمنية عليها مشددا على انه ستتم احالة من يتم القبض عليه من السائقين متورطا في محاولة تهريب الحجاج غير النظاميين إلى الجهات المختصة لتطبيق الأنظمة بحقه لافتًا الى ان هناك عقوبات رادعة تصل إلى مصادرة المركبة. وأكد على أن كافة القوات الأمنية المشاركة في خدمة الحجاج هذا العام باشرت أعمالها بعد ان قامت بإعداد الترتيبات لتنفيذ خططها الأمنية والمرورية ميدانياً وتدريب رجال الأمن على تنفيذ الخطط والتأكد التام من جاهزية رجال الأمن في كل المواقع. وأوضح أن ملامح الخطة الأمنية والمرورية لموسم الحج الحالي تعتمد على تقسيم المشاعر إلى ثلاث مناطق وتم تعيين قيادة في كل منطقة وهذه القيادة تتولى توزيع أفرادها على كل الشوارع الرئيسية والفرعية وشرح الخطط ثم العمل على تنفيذها ميدانياً معتمدين على تنفيذ خطة أمنية ومرورية شاملة تم التركيز فيها على راحة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء شعائرهم في يسر وطمأنينة والخطة التي تم إعدادها تم التركيز فيها على الاستفادة من تجارب السنوات الماضية والرصيد التراكمي لدى القيادات الأمنية التي ستشارك في خدمة الحجاج والتحليل العلمي لخطط الاعوام الماضية والملاحظات التي تم رصدها.. وقال إنه تم عقد العديد من ورش العمل لكافة القيادات المشاركة من أجل الوصول إلى إعداد خطة أمنية ومرورية محكمة وتم التنسيق في إعداد الخطة مع كافة الجهات الحكومية المعنية بخدمة الحجاج مثل وزارة الحج والدفاع المدني ووزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة وغيرها من الجهات الحكومية المعنية كما تم في إعداد الخطة التركيز على الاستفادة من كل التقنيات والإمكانيات المتاحة لتكون الخطة بالمستوى المأمول. وحول كيفية وضع الخط بشكل سنوي والاعتماد على خطط الماضي قال يبدأ إعداد الخطة عقب انتهاء موسم الحج مباشرة حيث تجتمع قيادات قوات أمن الحج مباشرة وتقدم كل قيادة تقريراً عن خطتها للموسم المنتهي وما تحقق فيها من إيجابيات أو سلبيات استعداداً للموسم القادم، وتستمر هذه الاجتماعات في فترات متقاربة حتى يتم التفاهم على كافة تفصيلات الخطة المتكاملة وتدرس الإمكانات والاحتياطات وتدبر الاعتماد اللازم لاستكمال هذه الاحتياطات ومن ثم توضع الخطوط العريضة والتفصيلات الكاملة للخطة، حيث توضع الأهداف والاستراتيجية للعمل الأمني في موسم الحج وواجبات القيادات والقوات والأعباء المنوطة بكل منها والوسائل والإمكانيات المتاحة للتنفيذ، كذلك توضع خطة زمنية متكاملة لنظام السير والحركة المرورية في الأماكن المقدسة. وبين أن هناك اجتماعات مع المسؤولين في مؤسسات الطوافة ومجموعات الخدمة الميدانية والقيادات المرورية في منى ومزدلفة وعرفات لشرح الخطط المرورية وتوضيحها والاستماع لوجهات النظر حولها والوصول إلى آلية جيدة تضمن تذليل كل العوائق. وأشار الى ان الحافلات التي تقل الحجاج القادمين براً تم البدء في منعها من دخول مكةالمكرمة وتم ايجاد مواقف لهذه الحافلات بطريق مكة - جدة السريع للقادمين من هذا الطريق وآخر بالشرائع للقادمين من طريق الطائف السيل وثالث بالنوارية للقادمين من طريق المدينةالمنورة - الجموم وهذه المواقف مجهزة من اجل العمل على نقل الحجاج بحافلات النقابة العامة للسيارات وايصالهم الى مساكنهم في مكةالمكرمة. وحول الجهود الرامية للحد من التسلل قال إن هذا الأمر محل النظر ويحظى باهتمام ومتابعة قيادات قوات أمن الحج ولقد تم رصد العديد من الطرق والأساليب التي يتخذها البعض للتسلل الى مكةالمكرمة حيث تم العمل على ذلك بشكل موسع وتم ايجاد دوريات أمنية على هذا الطريق لمنع التسلل ولقد نجحنا في العام الماضي في الحد كثيراً من تسلل الحجاج غير النظاميين وفي هذا العام سيتم تكليف تواجد الأجهزة الأمنية من اجل منع عمليات تسلل الحجاج غير النظاميين الى مكةالمكرمة، مشيراً الى من يتم القبض عليه من السائقين سيحال الى الجهات المختصة لتطبيق الأنظمة بحقه و هناك عقوبات رادعة تصل الى مصادرة المركبة. وعن كيفية تقييم التجارب السابقة في التعامل مع حركة الحجيج اوضح ان التعامل مع حركة الحجيج في مواسم الحج يتم من منطلقين الأول يتمثل في تنظيم وإدارة حركة المنشأة وفي هذا الخصوص فإن التوسع في تطبيق تنظيم النقل بالرحلات الترددية يمثل حالياً الهدف الرئيسي لرفع مستوى الاستفادة من الطاقة الاستيعابية للطرق والمواقف في مكة والمشاعر من خلال نقل الحجاج في عمليات التصعيد والنفرة بأقل عدد من السيارات. واضاف انه فيما يخص تنظيم وادارة حركة المشاة فقد صدرت التوجيهات حديثا لايجاد قوة تعنى بهذا الجانب متمنيا ان تحقق الهدف المنشود ان شاء الله لاسيما وان حركة المشاة تتعرض لبعض الصعوبات التي تتمثل في الافتراش بطريقة عشوائية مما يربك حركة المشاة سواء في الممرات الداخلية او على جوانب طرق المركبات في مشعر منى.